[الله!. . .]
لشاعر الحب والجمال لامرتين
بقلم الأستاذ محمد أسعد ولاية
(لما وجه لامرتين هذه الأبيات إلى (لامنيه) كان يومذاك على اتصال به منذ أمد قريب حيث استهواه الباب الأول من بحث ديني في (النكران) عام (١٨١٧)، فأنشأها خلال رحلة قام بها علي جواد بين باريس وديجون في الأيام الأولى من مايو عام (١٨١٩). وهذه القصيدة التي ترتبط بنوع تعليمي تكاد تشتمل على أروع أبيات تحدد وتصف القدرة الإلهية، وينذر أن يستند الشعر الفلسفي إلى إلهام متقد إلى هذا الحد)
(إلى الراهب ف. د. لامنيه)
نعم، إن روحي لتبتهج بالتحلل من قيودها:
طارحة عِبْء البؤس البشري،
تاركةً حواسي تهيم في هذا العالم، عالم الأشباح،
حيث أصعد إلى عالم الأرواح بدون عناء.
هنالك أطأ تحت أقدامي هذا العالم المنظور،
وأرتع حراً في ساحات الخفاء.
إنَّ روحي لتضيق في سجنها الرحب،
إنني في حاجة إلى مقر لا أُفٌقَ له
كقطرة ماءُ صُبَّتْ في المحيط،
يستغرق الخُلدُ في كنفه تفكيري،
هنالك ملكة الفضاء والخلود
وهي تجرؤ على استكناه الزمن والعام اللانهائي
تقترب من العدم، وتطوف في الوجود
وتعرف من الله الجوهر الغامض.