بيد أنني حينما أريد تصوير ما أشهر به
تتلاشى جميع العبارات كمجهودات فاشلة،
تعتقد روحي أنها تتحدث ولساني متلعثم،
يصفع الهواء عشرين صفعة خيال تفكيري.
لقد خلق الله للأرواح لغتين مختلفتين:
في نبرتين تاريخيتين إحداهما في الهواء،
وهذه اللغة المحدودة معروفة للناس
وهي تفي باحتياجات المنفي الذي نحن فيه
وتتكيف طبقاً للضربات القاتلة من تقلبات القدر،
فتبدل مع الأجواء أو تذهب مع الزمن.
أما اللغة الخالدة الأخرى النبيلة الجامعة اللانهائية؟
فهي اللغة الموهوبة بجماع الذكاء:
ولم تكن قط نبرة مائتة تذهب هباءً مع الهواء
إنها تعبير حي يُسمعُ في القلب:
فهي تُسمعُ وتُشرحُ وُيتحدثُ بها مع النفس،
وهذه اللغة الشعورية تخلب وتضيء وتلهب
وليس للنفس لكي تُعبِّر عن خَطَراتها الملتهبة
سوى تنفس الصعداء والحماس والوثوب.
هذه هي لغة السماء التي تنطق به الصلاة،
ولغة المحبة المفعمة بالحنان في الحياة الدنيا
في المناطق الطاهرة حيث أحب أن أطير،
يبعثني الحماس أيضاً على كشف أسرارها.
هو وحده سراجي في هذه الليلة الظلماء،
وهو الذي يفسر لي العالم أحسن ما يفسره العقل.
تعال إذن! إنه دليلي، وأريد أن أخدمك.