على مقربة من جزر زارا السعيدة، تقوم في البحر جزيرة فوقها بركان يقذف حممه عليها بلا انقطاع، ويقول الشعب وبخاصة العجائز فيه: إن هذه الجزيرة منتصبة صخرا يسد باب الجحيم، غير أن هنالك منفذاً ضيقاً يخترق البركان وينتهي إلى هذا الباب
في ذلك الزمان، حين كان زارا يسكن جزره السعيدة ألقى مركب مرساته أمام الجزيرة التي يعلوها الجبل المشتعل. ونزل بحارته إلى البر ليقتنصوا بعض الأرانب، وما حان وقت الظهيرة واجتمع القبطان برجاله بعد أن لموا شعثهم حتى رأى هؤلاء الناس رجلاً يخترق الفضاء بغتة إليهم ثم اقترب منهم وصاح بهم بصوت جلي قائلاً: لقد حان الزمن، لقد اقترب كثيراً. . .
ومر بهم الشبح مسرعاً وهو يتجه إلى البركان، فتميزوا به شخص زارا لأنهم كانوا رأوه من قبل جميعهم ما عدا القبطان وأحبوه كما يحب الشعب من يخشى
فقال شيخ البحارة - هذا زارا يسير إلى الجحيم
وفي الزمن الذي نزل فيه البحارة إلى جزيرة اللهب، كان شاع اختفاء زارا بين الناس وقال صحبه لمن سألوا عنه: إنه أبحر على مركب تحت جنح الظلام ولم يعرف أحد الوجهة التي يقصدها
هكذا ساد القلق من اختفاء زارا؛ وبعد ثلاثة أيام زاد هذا القلق بعد أن أخبر البحارة بما رأوا، وشاع بين الشعب أن إبليس قد اختطف زارا، ولكن صحب زارا لم يأبهوا لهذه الإشاعة بل ضحكوا منها وقالوا: إن ما نعتقده هو أن زارا قد اختطف الشيطان
غير أن اختفاء زارا كان يشغل بال صحبه، وما مضت خمسة أيام حتى عاد إليهم، فكان سرورهم عظيما
وهذا ما نقله زارا لهم عن حديثه مع كلب النار. قال: إن للأرض جلداً ولهذا الجلد