عرض في الأسبوع الماضي في سينما رويال فلم (الوردة البيضاء) وهو بلا شك أول فلم غنائي ناطق من نوعه، ويعد خير الأفلام المصرية التي ظهرت إلى اليوم، ومن المظنون أنه سيحتفظ بمرتبته هذه طويلا، وقد لقي من النجاح والإقبال ما لم يلقه فلم من قبله، وهذه العاطفة الجياشة المتدفقة التي قابل بها الجمهور بطل الفلم الأستاذ الموسيقار محمد عبد الوهاب أثناء العرض، وهذه الهتافات الحارة ومظاهر التقدير والإعجاب لفناننا الشاب، هي بعض ما يستحقه، وعبد الوهاب يتمتع بمكانة في نفوس الشعب يغبط عليها، وقد نالها عن جدارة وكفاية وموهبة سامية رفعته درجات في سماء المجد والشهرة، ولم يزل الموسيقار العبقري في مقتبل العمر ونضرة الشباب
يمتاز هذا الفلم بأشياء كثيرة أولها: أن به قطعة للمغفور له أحمد شوقي بك أمير الشعراء وهي قطعة (النيل) آخر ما وضع شوقي من الأغاني لعبد الوهاب، وكأن القدر شاء أن تبقى هذه الطرفة الغالية في مخبئها الأمين حتى تظهر في أول أفلام عبد الوهاب فتضفي عليه من جلالها جلالا ومن سحرها سحراً. وكأني بأمير الشعر يأبى إلا أن يلازم أمير الغناء حيا وميتا، ويأبى عبد الوهاب إلا أن يظهر إلى جانب إحدى صور الفقيد العظيم في مشاهد هذا الفلم. ويحمد له الناس هذا الصنيع الكريم الذي يتضمن من معاني الاعتراف بالجميل أسماها وأبقاها على الزمن.
كذلك ينفرد هذا الفلم بما أبداه عبد الوهاب من التقدير لمن سبقه من رجال الفن بإظهار صورهم، وتسجيل أصواتهم في فلمه الأول، فرأينا على الشاشة عبده الحمولي والشيخ