أقامت جماعة أنصار التمثيل والسينما في السابع عشر من هذا الشهر حفلة تمثيلية كبرى بدار الأوبرا بمناسبة انقضاء ربع قرن على تأسيسها، وقد مثلت خمسة فصول من مسرحيات مختلفة سبق للجماعة إخراجها. ولسست أدري إذا كانت الجماعة قد قصدت بهذا الاختيار أن تعرض جميع أنواع الرواية المسرحية أم أن المصادفة هي التي جعلت هذا البرنامج شاملا للرواية الغربية المترجمة والرواية المصرية المؤلفة والرواية الممّصرة أو المقتبسة عن فكرة أجنبية
وسواء كان ذلك عن قصد أو مجرد مصادفة فان هذا العرض الموجز قد جعلنا نتدبر على ضوئه مسرحنا وما يعانيه من فقر إلى الرواية المصرية الصميمة
اختص بالنجاح الأكبر في الحفلة فصلان من روايتي (حادث الطربوش)، (إلى الأبد) الممصرتين، ولقي نجاحاً وسطاً فصل من رواية (دافيد جارك) الإنجليزية. وكان أقل الفصول نجاحاً فصلان من الروايتين المصريتين (عبد الستار أفندي)، (الواجب)
وقد اتفق أن تكون درجات النجاح في هذه الفصول خاضعة لسلطان الرواية وقوتها فحسب، لأن الممثلين هم أنفسهم في معظم الفصول، وقد سبق لهم القيام بهذه الأدوار فتفهموها وأجادوا تمثيلها، وهي كذلك روايات مثلت مراراً واختيرت من بين روايات الجماعة الناجحة، واختير منها بعد ذلك احسن فصولها
فهذا التفاوت في النجاح يجعلنا نوقن بحاجتنا إلى الرواية المصرية الصحيحة كما يجعلنا نوقن بأن في حياة كل شعب ذخيرة للرواية، فإذا أعوزتنا حقاً البيئة الخاصة فأمامنا البيئة العالمية التي نقلنا ولا نزال ننقل عنها روايات بأسماء مصرية نجحت بطابعها المصري نفس نجاحها بطابعها الأجنبي الأصلي
إن أكثر الكتاب اليوم لا يكتبون لجمهور خاص ولكنهم يعالجون المجتمع العالمي ويحلقون في آفاق واسعة ليشمل نجاحهم هذه الآفاق؛ فالكاتب الأمريكي مثلا لا يقصر كتابته على المجتمع الأمريكي لأنه يفهم غيره من المجتمعات الأخرى، ولأن هذه المجتمعات كلها تلتقي