للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حل! أجل كان جمال الرجل الذي يظهر حين تتهيأ الظروف وتصبح بحيث لا بد لها من رجل؛ واحسبني لا أغالي إن قلت إن نهضة الشرق الحديث إنما هي من صنع يده؛ ولذلك فأنا أعده من رجال العالم المعدودين إن كانت له في تاريخ العالم حركة تركت أثرها في دورانه. . .

ولقد قدم هذا الكتاب بكلمة طيبة أحد رجال الأزهر الأمائل هو: الأستاذ الجليل مصطفى عبد الرازق بك، وإني أشاركه رجاءه وعطفه على المؤلف الشاب. . .

وبعد، فقد عودت طلابي ومنهم المؤلف الذكي أن يسمعوا من كلمة الحق في جلاء، وأنا موقن أنهم اعتادوا ذلك وراضوا أنفسهم الفتية المتوثبة عليه. لذلك أصارح سلاماً في جلاء أنه كان يستطيع أن يظهر الكتاب في ثوب أجمل من هذا الثوب فالكتاب بذلك جدير. كذلك كان يستطيع أن يتدارك كثيراً من الأخطاء المطبعية لو أنه ألقى إلى عمله من الاهتمام أكثر مما فعل. فليسمع لومي على تقصيره، وليأخذ نفسه بعد اليوم بتحري الدقة والإتقان، هذا إلى أن أسلوبه وإن كان راقني في كثير من مواضعه، يتطلب التهذيب في بعض النواحي

أما عن البحث في ذاته فحسبه في هذا المجال وفي هذه العجالة أن أعلن إليه أنه جاء على خير ما يرجى ممن كان في سنة وفي مثل درجة ثقافته. وهو يبشر بالتفوق في المستقبل إن شاء الله. ولقد أعجبني أنه لا يقتصر على مجرد سرد الحوادث فانه يقف ليرينا أثر تلك الحوادث في مجرى التاريخ

أثني على مدكور وأرجو الخير منه ومن زملائه من ناشئة الأزهر الحديثين. ولعل الله يجعل منهم في غد رجالاً أفذاذاً يعود بهم الأزهر المعمور سيرته الأولى من الزعامة في حياتنا الفكرية فذلك لعمري خير ما نرجو وما نرضى.

الخفيف

<<  <  ج:
ص:  >  >>