كان الأستاذ إلياس فرحات من الفائزين في مسابقة الشعر التي أجراها مجمع فؤاد الأول للغة العربية هذا العام، وهو عربي مهاجر يقيم في البرازيل، وقد فاز بجائزة قدرها سبعون جنيها لم ترسل إليه بعد.
وأخيراً تلقى المجمع كتاباً من الأستاذ إلياس يبلغه فيه أنه متبرع بجائزته لصالح فلسطين ويرجو تحويلها إلى جامعة الدول العربية لضمها إلى الأموال التي يكتتب بها فيما يختص بفلسطين، ويقول الأستاذ في كتابه إن هذا المبلغ هو كل ما يملك من مال.
رسالة الكاتب:
أذاعت محطة لندن العربية يوم الخميس الماضي، حديثاً للدكتور طه حسين بك في (رسالة الكاتب) بدأه بقوله: وسئل الجاحظ عن رسالة الكاتب ما هي وكيف يقوم بها، لدهش لهذا السؤال وما فهمه، وليس الجاحظ وحده، بل لو وجه نفس السؤال إلى معاصريه ومن قبله من كتاب العرب واليونان والرومان وغيرهم لكان موقفهم منه نفس الموقف، وذلك لأن الكتابة في تلك العصور لم تكن إلا مظهراً من مظاهر التفكير العقلي، لا تكلف فيها، ولا احتياج إلى سؤال وجواب، والقراء لم يكونوا في حالة تهيئهم لمثل هذا السؤال، ولم يكونوا يشعرون إلا بالحاجة إلى قراءة ما يكتب الكاتب، لا يسألون عن مهمته ومنهجه وما إلى ذلك. إنما يلقي السؤال عن مهمة الكاتب حين تتقدم الحياة الفنية وتتعقد الصلات بين الكاتب والقراء، وحين تصبح الحياة نوعا من الترف، وحين يكثر الكتاب وتتنوع مذاهبهم ويختلف تناولهم لنواحي الحياة المتعددة المعقدة؛ وقد كان الكتاب القدماء قلة وكان إنشاؤهم على قدر الحاجة العقلية الطبيعية، أما الآن فقد كثر الإنتاج وأصبح زائداً على حاجة الحياة الإنسانية في العصر الحديث، وتعقدت الصلة بين الكاتب والقارئ تعقدا شديداً، فصار القارئ يسأل الكاتب: ماذا يكتب وما هي مهمته؟ وصار الكاتب يسأل القارئ عما يريد أن يقرأ وما يجب أن يكتب له.
ثم قال الدكتور طه: والآن أجيب عن السؤال باعتباري كاتباً يكتب، ويشعر أن له صلات بقرائه، ويشعر أيضاً بما توجبه هذه الصلات من التبعات. مهمة الكاتب أن يحقق نفسه