أولا، بمعنى أنه يكتب ما يصور نفسه وشخصه وآراءه في الحياة، فالكاتب شخص مستقل له طريقته في التفكير، وله طريقته في الحكم على الأشياء، وله طريقته في التصوير والتعبير؛ والكاتب الحر يكتب ما تمليه عليه حريته لا يفكر في رضاء القارئ ولا سخطه
وهنا أمر ثان لا ينبغي أن يغفله الكاتب، وهو أنه لا يكتب لنفسه وحدها، وإنما يكتب ليقرأه الناس، فهو أداة اجتماعية إلى جانب كونه إنساناً حراً، فبالحرية والتضامن الاجتماعي يستطيع أن يحقق شخصيته ثم يكون أداة نافعة في البيئة التي يعيش فيها، وهذه البيئة قد تكون ضيقة جداً، وقد تتسع قليلا، وقد تتسع كثيراً. فالكاتب الذي يكتب في الفلسفة مثلا إنما يكتب لنظرائه الفلاسفة وبيئتهم محدودة، والكاتب الذي يكتب في المسائل الأدبية والفنية بيئته أوسع، والكاتب الذي يكتب للجمهور الضخم يكتب في حياة الناس ويتصل بمنافعهم المختلفة؛ وهو على كل حال يجب أن يكون نافعاً فيما يكتب، ويجب أن يفكر فيمن يكتب لهم وفي صلاته بهم. ولا ينبغي أن يحصر فكره في هؤلاء الذين يقرءونه الآن، بل يجب أن ينظر إلى من يأتي بعدهم من الأجيال. فمهمة الكاتب تحقيق شخصيته وأن يكون أداة نافعة للبيئة الاجتماعية التي لا يحدها زمان ولا مكان.
أناشيد الجهاد:
اهتمت الإدارة الثقافية في جامعة الدول العربية، بإعداد طائفة من الأناشيد العربية المناسبة للحالة الحاضرة؛ وقد فرغت من إقرار أربعة أناشيد سترسلها إلى إدارة الإذاعة المصرية لإذاعتها ثم تبعث بها أيضاً إلى الإذاعات العربية الأخرى.
وأول هذه الأناشيد نشيد مطلعه:
أشرق الفجر فسيروا في ضيائه ... ودعا الحق فهبوا لندائه
إنه وحي السماء.
إنه صوت الإباء.
للإخاء للعلاء.
وهو من تأليف الأستاذ محمد مجذوب مدرس الأدب والعربية بتجهيزي البنين والبنات بطرسوس (سوريا) وهو الفائز بالجائزة الأولى في مسابقة الأناشيد التي نظمتها الإدارة الثقافية: وكان هذا النشيد قد لحن في القاهرة فجاء تلحينه غير موفق، ورئي إرساله إلى