للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب الأغاني]

لأبي الفرج الإسكندراني

رواية الأستاذ عبد اللطيف النشار

صوت

إصرفوا عني طبيبي ... واتركوني وحبيبي

جسدي راض بسقمي ... وفؤادي بالنحيف

فاصرفوا عني طبيبي

الشعر (لليلى المريضة في العراق)، وفيه لحن للجاحظ لم تدون نغمته

حدثنا الأستاذ أحمد أمين قال: إن (ليلى المريضة بالعراق) ليست إلا كناية عن الآداب العربية. فهي شخصية خيالية: كماريانا الفرنسية، وجون بول الإنكليزي. وقد تعلق بها في كل جيل كبار أدبائه، وإنما أمرضها كثرة العشاق.

قال: وقد كثرت هداياهم إليها، وكان معظم الهدايا من الأدب الجاهلي، وهو كما تعلمونه ثقيل على المعدات الرقيقة، فأصيبت بعسر الهضم، وما يتلوه من ضعف الكبد ومرض السكر وسائر الأمراض التي تحدث عنها الأستاذ العقاد في مقاله عن (مطاعم الأغنياء).

قال: وكان ممن افتتنوا بها العلامة الجاحظ الذي كاد يشفيها بطبه الناجع، وما طبه إلا العلاج بنبات الأرض التي نشأ فيها المريض، وبالإقامة مدة ما في الجو الذي كانت فيه النشأة، فاستحدث لها من ملابسات الحياة الحاضرة إلى عهده أدباً غير مخزون ولا غريب فأبلت وكادت تعود إلى عهدها من الغضارة والنضارة، حتى ابتلاها الله بطبيب اسمه خلف الأحمر فأعاد لها هدايا الجاهلية، وعاودها المرض من أجل ذلك. فلم تزل مريضة إلى اليوم.

قال: وقد وفقني الله سبحانه وتعالى إلى دواء ناجع فاعتزمت الجامعة أن تنشئ فيها كرسياُ للأدب المصري، وليلانا المريضة في العراق مصرية بلا ريب. فأعددت لها دواء من أعشاب الحياة المصرية، وبعثت إلى أخوالها في بغداد أن يرسلوها.

قال: لكن الرسول الذي بعثت به إليها تطبب وكان كرسول المتنبي الذي يقول فيه:

<<  <  ج:
ص:  >  >>