تفضل الأستاذ عبد الفتاح محمد قنصوه صاحب جريدة (الإصلاح) بالسنبلاوين فدعانا إلى زيارتها لنتلقى التحية التكريمية لأسرة الرسالة من رجال الصحافة وشباب الأدب؛ وشاء للأستاذ فضله أن يجعل هذه الدعوة مظهراً فخماً من مظاهر الحفاوة والعطف فأقام لها سرادقاً وحشد إليها وجوه القوم وأعيان الفضل يتصدرهم صاحب العزة الأستاذ محمد عوض إبراهيم بك وكيل وزارة المعارف السابق، والعالم الفاضل الأستاذ أبو الفتوح سليط بك وصاحبا الفضيلة الأستاذ مصطفى الصاوي المدرس بالأزهر، والشيخ أحمد حافظ سليط المحامي، والوجيهان الفاضلان محمود سيد أحمد سليط بك، وحامد طلبة صقر بك؛ ثم حفلت موائد الشاي بجمهرة مختارة من أهل المدينة، وتعاقب الكلام عليها صفوة من المبرزين في الخطابة والشعر والزجل. ثم خصصت (الإصلاح) لوصف الحفلة ونشر ما قيل فيها عدداً وبعض العدد.
ولا يسعنا إزاء هذا التكريم الخالص لفكرة الجهاد المشترك في سبيل الله والوطن والأدب إلا أن نسجل في هذه الأسطر القليلة معنى من الشكر القلبي الدائم الذي لا يتقيد بالألفاظ ولا يتحدد بالمناسبة، لأسرة (الإصلاح) ولحضرات الأفاضل الذين شاركوا في هذا الترحيب بالقول أو بالفعل. ونسأل الله أن يديم على (الرسالة) التوفيق لاستحقاق مثل هذا التكريم من مثل هذا البلد العظيم.
الشاعر صالح جودت
أكتب إليكم هذه السطور من سرير المرض وقد ضاعف آلامي ما قرأته للصديق الدكتور زكي مبارك عن مرض صديقي الشاعر الموهوب الأستاذ صالح جودت، فقد شغلتني الهموم والأوصاب عن مكاتبته زمناً كما أقصته عني، ولكني ما كنتُ أقدر له إلا العافية والأنس فإنه مرآتهما المتألقة لكل من عرفه وخالطه، وليس في وسعي أن أتخيل صالح جودت إلا مثال الشاعرية الرقيقة السليمة المرحة خلقاً وكياناً.
وقد بالغ بل أخطأ صديقي الدكتور زكي مبارك في قوله إن صالح جودت يحقد عليه أبشع الحقد لسكوته عن التنويه بمواهبه الشعرية، وإنه كان يتقاضاه الكلام على شعره في كل