للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[٥ - رحلة إلى الهند]

غاندي في دهلي وفي المؤتمر

للدكتور عبد الوهاب عزام بك

عميد كلية الآداب

(تتمة)

ارتقب الناس قدوم غاندي إلى دهلي أثناء اجتماع مؤتمر العلاقات الأسيوية. فإن حدثا عظيما كهذا يعول عليه الهنادك في الإبانة عن حضارتهم ومكانتهم، والتمهيد لدواتهم في آسيا وفي تأييد آسيا لهم في العمل للهند المستقلة - لا يغيب عنه الرجل الذي يدعوه الهنادك (أبا الأمة) والذي هو اعظم زعيم سياسي وديني بينهم.

وكأن غاندي قبل اجتماع المؤتمر يطوف في إقليم بهار، وهو إقليم في شرقي الهند غربي بنغالة، ثارت فيه فتنة بين الهنادك والمسلمين والمسلمون قلة لا حول لها هناك فصال عليهم الهنادك، وفتكوا بهم وقتلوهم قتلا عاماً لا يفرق بين رجل وامرأة، ولا بين صغير وكبير. وكأن لهذا المذابح دويها في أرجاء الهند وأثرها في هيج الشر بين الفريقين وقد هاجر كثير من مسلمي بهار فرارا بأنفسهم ويأساً من أن يعيشوا في ذلك الإقليم بعدما شهدوه من هول تلك الوقائع. ورأيت للمهاجرين محلة في كراتشي كأنهم لم يشعروا بالأمن إلا في أقصى الغرب في ولأية السند، حيث للمسلمين الكثيرة والغلبة وهاجر جماعات منهم إلى إقليم أخرى.

ذهب زعماء المسلمين والهنادك إلى بهار حين ثارت الثائرة، وطوف غاندي في أرجائه يسكن الهياج ويطفئ الثائرة، ويحاول أن يصلح ما أفسدته البغضاء والعدوان والقسوة والفظاعة فلبث اشهرا يجول في الإقليم.

ثم جاء إلى دهلي أيام المؤتمر ونزل في محلة الكناسين وهي تسمى بهنكي كولوني (مستعمرة الكناسين). وفيها دور صغيرة نظيفة بنيت لهؤلاء الكناسين وهم من المنبوذين ولغاندي مسكن بينهم في دار لها فناء واسع في صدر معبد صغير وحجرات من الحصير نزل غاندي في واحدة بجانبها عبد الغفار خان زعيم ولأية الحدود الشمالية الغربية الذي

<<  <  ج:
ص:  >  >>