للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يسمى غاندي الحدود.

وكأن الناس يجتمعون إلى غاندي كل مساء قبيل الغروب ليشهدوا صلاته ويسمعوا خطبته.

وقد ذهبت مرة فرأيت إلى يمين الداخل جمعا حاشدا وقوفا وغاندي على منصة مشرقا على الحاضرين وإلى يمينه عبد الغفار خان حاسر الرأس كعادته. . . فانتبذت مكانا أرى واسمع، سمعت صبية هندية تنشد أناشيد بلغات مختلفة منها سورة الإخلاص بالعربية. وسمعتها تقول في أناشيدها راما كريم، راما رحيم بهذين اللفظيين العربيين.

وراما أحد الأبطال أو الآلهة في الدين الهندي.

وهذه الأناشيد من كتب مقدسة مختلفة للهنادك والمسلمين والفرس القدماء الخ ويريد غاندي أن يقرب بين الناس ما استطاع باقتباسه في صلاته من كتب مختلفة.

وقد عارض بعض الحاضرين يوما في تلاوة أي من القرآن فترك الصلاة في ذلك اليوم.

ولما جاء للصلاة يوما آخر قال أنه تلقى رسالة تطالبه بأن يكف عن تلاوة القرآن في صلواته أو يترك معبد بلميكي (حيث يقيم) وسال الحضور أفيهم من ينكر عليه تلاوة آيات من القرآن، فرفع نفر أيديهم قائلين أنهم لن يمكنوه من الصلاة أن تليت آيات من القرآن فترك الصلاة وصمت قليلا وقال أن الصلاة ذكر الله لتطهير القلب ويستطيع الإنسان أن يصلي صمتاً.

ثم قال في خطبته التي يلقيها بعد كل صلاة: أنه ليس بالرجل الذي يحجم عما يراه واجبا؛ ولكن دعوته إلى ترك العنف أوحت إليه أن يترك الصلاة إذا اعترض عليها أحد ولو كان صبياً واحداً.

ولكن هذا لا ينبغي أن يؤول بالجبن. أنه ترك الصلاة ليتجنب الجدال والعنف. أن من عمل الشيطان وقد جاهده طول عمره.

ثم قال: على الذين ينكرون صلاتي لا يشهدوها فإن شهدوا فليقتلوه أن شاءوا. أنه لن يقلع عن ذكر رام ورحيم وهما عنده اله واحد. وأنه يموت مطمئنا ذاكرا هذين الاسمين.

أن كف عن ذكر رام ورحيم فكيف يستطيع أن يلقى الهنادك في توكلي والمسلمين في بهار وهنادك نوكالي ومسلمو بهار قتلوا اضطهدوا في بعض الفتن.

ولما هم بالانصراف تنازع الحاضرون فخطب فيهم قائما خمس عشرة دقيقة وقال فيما قال:

<<  <  ج:
ص:  >  >>