للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أن الغضب لا يجدي نفعا؛ وأن عليهم أن يفكروا كيف يداوون جروح البنجاب دون أن يؤذوا أحداً فإن هذا ليس من دينهم.

وأنصرف غاندي إلى حجرته وتدخلت الشرطة لحفظ السلام. وكأن ذهابي إلى مقام غاندي في مساء الخميس ١٠ أبريل انتظرت بعيدا حتى فرغ من صلاته وحديثة؛ فجاءني عبد الغفار خان وشاب من أنصاره اسمه محمد يونس ودعواني إلى الدخول على غاندي في حجرته؛ فوجدته قاعدا على الأرض مستندا إلى الجدار وعليه إزراً قصير عاري الصدر والظهر. فتحدث عن اللغة العربية وقال أنه حاول أن يتعلمها وأنها لغة واسعة جدا وقال ضاحكا أن للجمل فيها مائتي اسم. وقال أنه قرا القرآن بالإنكليزية وبالأردية وأنه يؤثر قراءته بالأردية لأن بها كثيرا من الكلمات العربية فهو يقرا فيها كلمات من القرآن يجد فيها روحه.

وسألته: أكشفت في تجاربك الطويلة بين البؤساء عن دواء ينقذ الإنسانية من البؤس؟

قال: لم اكشف عن هذا الدواء ولكني أعدت الكشف عنه هذا الدواء هو الحق وتجنب العنف الحق هو الدواء. قلت أن المسلمين كذلك يجلون الحق ويقدسونه حتى يسموا الله تعالى - كما سماه القرآن - الحق. قال اعلم هذا.

ثم قال أنه يتكلم كثيرا ولا يجد من يصغي إليه. ولذا يود أن يطيل معنا الحديث ولكنه على موعد.

وشهد غاندي المؤتمر مرتين شهد إحدى جلساته وحفلة الختام وتكلم في المرتين في اتفاق أمم آسيا وفي توحيد العالم كله.

عبد الوهاب عزام

<<  <  ج:
ص:  >  >>