صدقت والله؛ إني لم أقرأ ما كتبت في (المسلمون) ولقد فهمت مما قرأت في الرسالة أن الخلاف على دولة بني أمية، فقلت الكلمة التي لا أزال أراها حق، وأنا أعتذر إن كنت قد أخطأت الفهم، أو أسرعت في الحكم، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
علي الطنطاوي
العدالة الدولية:
من أعجب ما قرأناه في الصحف أخيراً أن أمريكا قررت الامتناع عن الاقتراع أثناء عرض المشكلة التونسية أمام مجلس الأمن؛ حتى لا تغضب فرنسا؟! ومعنى هذا أن أمريكا تريد أن تجامل فرنسا على حساب شعب عربي أبي، يريد أن يتحرر من ربقة الاستعمار.
إذن ما هي المهمة الحقيقية لمجلس إنجلترا أن تغضب أمريكا. . فتمنع دولة عن الإدلاء، وهي تشهد بعينها - إن كان لهم أعين يبصرون بها أو قلوب يفقهون به - مآسي الاستعمار تنزل بساحة شعب أعزل من سلاح إلا من سلاح الحق.
ما هي المهمة الحقيقية لمجلس الأمن. . وكيف يؤدي هذا المجلس رسالته على وجه ترضاه العدالة. . والحال كما ترون. . أمة باغية لا يردعها رادع. . وأمة تجامل أمة على حساب شعب هضم حقه، فلجأ إلى ساحة العدل الدولي، يحمل في يمينه مظلمة وشكواه؟. .
ولسنا نجهل الباعث الذي استجابت له أمريكا حين امتنعت عن الاقتراع، خشية أن تغضب فرنسا. .
فأمريكا لا تريد أن تغضب اليوم فرنسا، لكيلا تغضب فرنسا أمريكا في يوم من الأيام!. .
فهل هذه هي العدالة الدولية، التي حققها مجلس الأمن؟!. .