أساس كثير من المشاكل العلمية المبهمة. وربما لمحت في أخلاق المجادلين عوجاًوفي أسلوبهم عنفاً، فأوثر مغفرة هذا كله، على مقابلة السيئة بمثلها؛ لأننا أمة فقيرة جدا إلى التجمع والائتلاف، فلندفع ثمن هذا من أعصابا. . والمرجع إلى الله)
ومع أن الكتاب خرج ليسد حاجة المسلمين المعاصرين في حقل العقيدة، ويعالج مشاكل العصر، فإن هذا الكتاب سيقبل الزمن كله؛ لأن هذه الحاجة وتلك المشاكل في حقل العقيدة، هي دائماً حاجة كل الشعوب، ومشاكل كل العصور: يضاف إلى هذه العلة: أن النسق أراد به المؤلف محو آثار الماضي السواء عن جبين الحاضر في هذا الحقل، قد دفعه إلى الحذر والأناة. . في تعبيره وتصويره وأدائه؛ وأن طبيعة الموضوع المقسمة المطروقة، ووحداته. . . العديدة، قد جعلت طريقة العرض لديه في هذا الكتاب، حسنة التكوين مقبولة. وهذان الأمران الأخيران، لم يعرفهما كتاب له من قبل، وهكذا نجح في ذلك الكتاب الواقع في ١٨٠ صفحة من القطع المتوسط، وسد به حاجة لدعوة اجتماعية في الميادين الشعبية.
وكل ما نرجوه، هو أن نشهد ذلك الكتاب مطبوعا بالملايين، شائعاً بين الشعوب كلها؛. . عسى أن تعرف عقيدة الإسلام في وضعها الطبيعي الفطري؛. ز وعسى أن تبصر حقائق التوحيد الإلهي. . والقضاء والقدر والجبر والاختيار. . والأيمان والعمل. . والخطيئة والتاب. . والخلود؛ فتنجاب روائح الفساد السياسي والاجتماعي والنفسي. . ولعل الخطورة إلى ذلك: أن ندرسه في المرحلة الثانية من التعليم الأزهري، لنخرج طائفة نبصر جيلها بعقيدتها؛ صحيحة خالية من الشوائب، ومع هذا. . فسنظل ننتظر المبحث المكتمل الشامل المبتكر. . في حل العقيدة من الميدان الفكري، مبحثا لا يتقيد بموضوعات الماضيين، التي نمت الجدل والزمن، بل يستغرق مساءل العقيدة في الكتاب والسنة، وأراء لا يكون في غير فكرة الإسلام عن (الله: والكون والحياة والإنسان) وحينئذ نرجو أن نتعرف إلى لب الإسلام كاملا غبر منقوص إن شاء الله