للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أسطورة يونانية (اورفيوس وبوريديس)]

الألم

(مهداة إلى شاعر يتألم: إلى الصديق محمد الفراتي)

للأستاذ خليل هنداوي

(أعيدوه إلى أرض الحياة وحده! إن عوده سيسكت إذا عادت معه، وان قيثارة الأرض ستنقص وتراً، إني أريده يغني فلا تعطوها له. نحن في السماء كما على الأرض نتلذذ بالآلام المولدة)

قد أَطرَبَ الطيرَ بأَنغامِه ... وسهَّدَ الوحشَ بألحانِهِ

يغيبُ عن إحساسهِ ذاهلاً ... منتقلاً في غير أوطانه

يشكو إلى القيثارِ أشجانَه ... فيملاُّ الكونَ بأشجانِهِ

سكرانُ! لا يُدرك ما مسَّه ... نشوانُ! لا يَخرجُ من حانِه

البحر والأمواجُ تصغي له ... والليلُ إن أَسبلَ أستارَه

يأوى إلى عزلتِه حائراً ... يُذيعُ في العزلةِ أسرارَه

ما باله يُعول قيثارُه ... فحطموا الليلةَ قيثارَه

هو الهوى امتدَّ إلى قلبه ... وأضرمَ الحبُّ به نارَه

وهذهِ من أيقظَتْ روحَه ... تسرَحُ في الغابةِ كالحالمه

خاليةُ القلبِ، تلاقي الفتى ... معرضةً عن حِّبه، واجمه

لا تفهمُ اليومَ نداء الهوى ... لا توقظوها! إنها نائمه

يا هائماً قد لجَّ منه الجوى=إنهَدْ إلى غانيةٍ هائمه. . .

سيفُتح القيثارُ من نفسِها ... ما تعجِزُ الأزهارُ عن فتحِه

ويفتحُ الألحانُ محزونُها ... جرحا بها أعمقَ مِن جرحهِ

وينقلُ النَّغمُ إلى سمعِها ... ما راحَ يشكو الصبُّ من برحهِ

لا تُنزِلي الرأفة في قلبها! ... فانما الإبداعُ في نوحهِ. . .

طفا على الكون سكونُ الدجى ... وقد غفا غيرُ عيونٍ الزهرْ

<<  <  ج:
ص:  >  >>