في برقية من لندرة خبر سار يتلخص في أن بعض الجمعيات وجهت نداء قويا يدعو لإزالة حواجز اللون في المستعمرات، وفي ذلك بشرى للأمم المهيضة الجانب، المغلوبة على أمرها
وإنا معاشر المصريين، كأمة عربية، مهما قيل في أنسابها وأحسابها - نفرح ونتهلل لهذا النبأ إن صدق ما يدعون - نفرح لأننا من أنصار الحرية، ومن عشاق المساواة بين الأجناس، ونتهلل لأننا من دعاة الحق، ومن العاملين على نصرة الأمم المضطهدة، ورفع الحيف والظلم عنها
فنحن نعضد هذه الحركة، ونعدها من بشائر الدنيا القادمة، ونرى في نجاحها دعامة من دعائم إنشاء العالم الجديد، وندعو لها بالنجاح، ونصادق كل من يقول بها، ويكافح من أجلها، ويدعو بقلمه ولسانه إليها
لقد قرأنا الكثير مما كتب عن الشعوب الملونة، وضرورة إخضاعها لسلطان الأمم المتمدينة، وخلصنا بنتيجة هي أن تقسيم العالم وشعوبه إلى أبيض واسود وأسمر، وإقامة الحواجز بينها، وحرمان الإنسانية من مجهود بعض الشعوب، إنما هو من عمل الإنسان وحده، ولا شأن للقوانين الطبيعية فيه
وإن النظريات التي تدعو إلى وضع فريق من البشر، في وضع لا يليق بالإنسان، مقضي عليها بالفشل، لأنها من بقايا عصور قد انتهت. . .
ولا محل لها في العالم الجديد، الذي قيل عنه لنا، إنه يسير نحو الديمقراطية والتفاهم والتعاون، وإن الإنسانية تتقدم فيه نحو التساوي في إعطاء الفرص، للفرد وللجماعة بل وللشعوب، بدون نظر إلى جنس أو لون أو دين - فلا فضل لمسيحي على مسلم، ولا مزية لأوروبي على أسود
فهل سيقدر النجاح لهذه الدعوة الصالحة؟
هذا ما ستظهره الأيام في المستقبل، وإن شك الكثيرون في ذلك، وجاهروا بأن ظروف