للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[بين اللغة والأدب والتاريخ]

الفالوذج

للأستاذ محمد شوقي أمين

- ١ -

لفظه. تعريفه. الإبدال من حروفه. مستعمله في الأدب. واحده. جمعه. معناه. رحلته إلى العرب. إطعامه الناس. تهيب ذوي الورع إياه. رحلة أعرابي إليه.

- ١ -

الفالوذج كلمة فارسية النشأة، أصل على ألسنة أهلها: بالوذة، فأول حروفها: الباء التي بين الباء والفاء، أو المخلوطة بالفاء على تعبير الشهاب الخفاجي. وختامها: الهاء الساكنة على اصل اللسان الفارسي. ومن حروفها الذال المعجمة كما في الكثير الأكثر من كتب اللغة وأقوال الأئمة. ولكن الشيرازي محمداً علياً قال: إن الفالوذج معرب عن بالودة بالدال المهملة. وهذا يؤيد ما نقلته المعجمات المؤلفة لهذا العهد من قولها: إن الفالوذج بالمهملة، لغة فيها بالمعجمة. والشيرازي من نبعة الفرس، فهو يتحدث عن لغة قومه. فحقيق بنا أن نرجع إليه، ونعول عليه، وندع ما لكسرى لقوم كسرى!

وقد عرّب العرب هذه الكلمة، بعد تشذيب وتثقيف، مبالغة في تحقيق الجنسية اللغوية، كما يقول الرافعي، فقد سَمَوْا بالحرف الأول المترجح بين الفاء والباء، إلى الفاء، إذ كان هذا الحرف المذبذب ليس في عداد الأصلي من حروف الفصحى، واستبدلوا الذال بالدال، كما صنعوا في سَذَاب وساذَج وباذَق، فالذال عوض من الدال الفارسية في هذا الألفاظ. ثم جعلوا الهاء جيماً، على أسلوبهم الأغلبيّ في التعريب. فقالوا: فالوذج، ولم يرتض هذا الإبدال الأخير جمع من نقدة اللغة، فقالوا: بل تبدل الهاء قافا، وهي طريقة العرب كذلك، أو تحذف الهاء دون إبدال، وعلى هذا القول المخِّير بين أثنتين من الحذف أو إلحاق القاف: تماسَح فقهاء اللغة، فما إن تجد في المعجمات الوثيقة وما في حكمها إلا: الفالوذ، أو الفالوذق

فأما مناهل الأدب والتاريخ، ومكانز النوادر والطرف، فقد آثرت كلمة الفالوذج على هذا الوجه، فهي ثَمَّ مستعملة سائرة، لا يُعدل عنها إلا في الندرة والفلتات. وهي كذلك في أكثر

<<  <  ج:
ص:  >  >>