[٣ - من شجرة الدر]
لحضرة صاحب السعادة عزيز أباظة باشا
عز الدين أيبك - شجرة الدر
أيبك: قد كنتِ رائعة الآراءِ بارعة ال_تدبير ملهمةً للحزم والرشدٍ
شجرة الدر: بالغتَ أيبكُ
أيبك: بل قصرتُ مالكتي
شجرة الدر: فتلك عين الرضا يا صاح فاقتصد
أيبك: أسرفتُ يا ملكةَ الوادي؟! أما رأْمتْ=يْداك مصر فعاش عيشة الرغد
دفعت عنها عِداها واعتليت بها ... مقادم المجد في أيامك الجدُد
وقدِتها للمعالي واحتشدت لها ... فأصبحت غرضاً للحقد والحسد
يا ربة التاج
شجرة الدر: أما أبصرتَ ما يقع؟
وزادني فيه كرهاً أن نُسبت له ... وكنت باسميَ تدعونني فأستمع
أيبك: جلالة الملك أقصت عنك لي أملاً=ما زال يهفو له قلبي ويندفع
(في مرارة)
ولمعة التاج لم تطفئ برونقها ... سوى رجائي وكان الدهرَ يلتمع
يا عصمة الدين
الملكة: عز الدين قلت فلم=تنصف وأنت على نجوى مطلع
أنت الذي مسّ قلبي فاستجاب له ... وعاد يرتاح للدنيا ويتسع
رحمته وهو تاو في أضالعه ... أنحى عليه الضنى والوجد والجزع
أيبك: لما وليت أمور الملك قلتُ مضى=عهد الهوى وانقضت في إثره المُتع
وقلت للنفس: تلك الشمس كيف لها ... ترقى وأنت المعنىَّ العاجز الضِرعُ
طويت روحي على يأس وِهبت بها ... قرَّى بيأسك، لا يجنح بك الطمع
شجرة الدر: فدتك نفسيَ عزَّ الدين. أي أسى=يهتاج في عتبك الباكي ويندلع
لاشيء كالحبَّ. . . لا ملكٌ، ولا ولدٌ ... ولا شباب، ولا الدنيا بما تسع