للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

الضمير الأدبي. . . وأين يوجد؟!

اعتادت الرسالة الزاهرة أن تقدم لقرائها في سائر أقطار العالم أنضج الثمرات الأدبية وأشهاها لمختلف أدباء العربية من نثر وشعر وفن وعلم ونقد. . وكانت رسالة النقد في (الرسالة) أسمى الرسالات حيث يوضع المؤلف على بساط الفن والبحث ويحمل المبضع ناقد نزيه لا هم له إلا الحرص على المستوى الأدبي والحقيقة العلمية وتميز القول، وتلك رسالة النقد الجليلة. ولكن الأستاذ أنور المعداوي كاتب (التعقيبات) بعد أن سطع نجمه في النقد البريء شط به الهوى فنسى قلمه ونسى ضميره حين كتب في العدد (٨٣٥) من الرسالة قوله (ولقد كنت أود أن أفي بهذا الوعد لولا رغبة كريمة من صديقين عزيزين بأن أكف يدي وأقبض قلمي تحقيقاً لغاية نبيلة هي إعادة الصفاء إلى النفوس. (إلى هنا وأتسأل في حيرة وتردد أين الضمير الأدبي؟! وأين الحقيقة العلمية السامية التي من أجلها خلق النقد؟ أحب أن أسأل الأستاذ المعداوي ما معنى إعادة الصفاء إلى النفوس؟! وما معنى الاستجابة للصديقين وترك الحقيقية الأدبية تنتحب وتلفظ أنفاسها الأخيرة بين يدي الصداقة. . .! ويعلم الله كم كنت مبتهجاً لجرأة هذا الأديب حين تناول بعض الأدباء بالنقد النزيه في إحدى تعقيباتها وكتب (وأنا حين أكتب أنسى المجاملة والصداقة وأتوخى الحقيقية العلمية والأدبية ما استطعت إلى ذلك سبيلا). ولا شك أن هذا الكلام جدير بالتقدير والإعجاب أسطره للأستاذ المعداوي بكل غبطة وسرور. ولع الأستاذ المعداوي يذكر قول القائل (إذا كنت حريصاً على الصداقة فكن على الحق أكثر حرصاً). ولعله يجيب على كلمتي هذه في تعقيباته ليستأنس به الضمير الأدبي ضمير النقد النزيه الذي تعودناه منه. . . وإني أناشد الأستاذ الكبير عميد الرسالة باسم الأدب والحق نشر كلمتي هذه في (الرسالة) الغراء منبر الحق. وللأستاذ المعداوي تحيات المؤمل المنتظر.

سلمان البغدادي

ليسانس آداب

رد على الهجوم:

<<  <  ج:
ص:  >  >>