للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[سلبية الرأي العام العربي]

إزاء قضية كشمير

لأستاذ كبير

موقف الدول العربية من مشكلة كشمير موقف يدعوا إلى الدهشة والأسف. وانك لتلمس وراء هذا (الحياد) الذي تعتصم به الحكومات العربية، وبعض كبريات السنة الرأي العام العربي، حين نتحدث عن قضية كشمير، سلبية لا يبررها إلا اعتقاد خاطئ في أفضلية العصبية الآسيوية على التضامن الإسلام، وإلا وهم نشرته في ألسنة الرأي العام آلة الدعاية الهندية وبعض المغرورين بها من الكتاب والمعنيين بالشؤون العامة من أن الهند علم على التحرير الآسيوي الذي سيتزعم حركات التحرر في البلدان المغلوبة على أن. ويتخذ هؤلاء من مناصرة الهند لحركة التحرير الإندونيسي دليلا على هذا الادعاء. فقد خفي أن مناصرة الهند لإندونيسيا لم تكن مدفوعة برغبة اكتساب السوق الإندونيسي للإنتاج الهندي الذي لا يزال يسيطر عليه ملوك الصناعة من البريطانيين والإقطاعيين الهنود.

وإن الحقيقة لتجادل كل من يدعي بان حكومة الهند الحالية هي نصيرة مخلصة للحرية الآسيوية؛ فأن صمت الهند على مأساة العروبة في فلسطين، وتحالف نيودلهي وتل أبيب تحالف يدرك خفاياه كل من راقب صداقة اليهود والهنود في الأمم المتحدة كما أدركها كاتب هذه السطور - كل ذلك وفوقه المعرفة الصادقة لحقيقة السياسة الهندية إزاء العالم العربي يفرض على الرأي العام العربي أن يهيب لنصرة الباكستان في أزمتهامع العدوان الهندي في كشمير.

ترى هل اشتم الرأي العام العربي خطورة السياسة الهندية على مصالحه في هذا الخبر المتواضع الذي نشرته جريدة الأهرام في ٣٠ يونيو ١٩٥١:

(العرب لا نؤيد الهند في الترشيح لعضوية مجلس الأمن).

(انتهى الرأي بين دول الجامعة العربية على عدم تأييد ترشيح الهند لعضوية مجلس الأمن بعد أن وقفت على معلومات رسمية تنبئ بتحول في سياسة الهند إزاء العالم العربي).

ولو شاء كاتب هذه السطور أن يتفرغ لسرد حقائق هذا التحول في سياسة الهند نحو دول الجامعة العربية لملأ الصفحات، ويكفي بان نذكر الآن بان الهند هي شاعرة شعورا قويا

<<  <  ج:
ص:  >  >>