بعدواتها للإسلام والتكتل الإسلامي قد انتهجت نهجا جديدا منظما لعرقلة كل ما من شأنه أن يزيد في تضامن الدول العربية وان يحقق لها مواصلة اليد من صناعة واستقرار وتكافل - والعرب كلمة أوجدها الإسلام.
والهند في تخوفها من استكمال الدول العربية والإسلامية لمكانها العالمية قد شرعت في التحالف مع خصوم العروبة والإسلام. وابتدأت بإسرائيل، فكل عدو للعدو صديق. والواقع أن هناك أسبابا جوهرية عديدة تدفع إسرائيل والهند إلى التحالف والتدسس على كيانات الدول العربية والإسلامية، فلقد تسجل الآن في صميم الأيدلوجيتين الهندوسية والصهيونية أن الإسلام هو أصعب العقبات في طريق برامجهما التوسعية لأسباب تتعلق بميلاد الباكستان وما تدعوا إليه من تضامن إسلامي، وبهذا النتوء الممتلئ مكروبا والمسمى بإسرائيل، وبما يضمره من شر لعالم العرب والمسلمين.
وفوق ذلك فأن اليهودية العالمية، وقد أدركت أن لا أمل لها في حياة سعيدة في العالم المسيحي الذي اكتشف غشها وخداعها وسجله في صفحات (الكتاب المقدس) وفي تاريخ الغرب السياسي والاقتصادي، وقد تحدت العروبة والإسلام في عقر دارهما فإنها ساعية حتما للتحالف مع مذهب كالهندوسية لم تسجل كتبه الدينية لطخة عار على اليهودية كما سجلته المسيحية وكما اختبرها في مأساة فلسطين. والى أن يختبر الهنود طبيعة الخلق اليهودي وما جبل عليه من شر ومكيدة وانتهازية فإن مكاتب الدعاية اليهودية كما سجلتها المسيحية وكما أختبرها في مأساة فلسطين. وإلى أن يختبر الهنود طبيعة الخلق اليهودي وما جبل عليه من شر ومكيدة وانتهازية فأن مكتب الدعاية اليهودية ستستمر في نشاطها بنيودلهي وكلكتا وبومباي، وستضل التجارة اليهودية على تغلغلها في اقتصاديات المدن الهندية الكبرى كما سبق لها أن تغلغلت في كبريات المدن الأوربية والأمريكية.
وإنك حين تطالع حماس الكتاب اليهود ودور النشر اليهودية في أوربا وأمريكا - وهي صاحبة السيطرة التامة على الفكر الغربي المعاصر في تجميد الثقافة الهندية والطنطنة بها لسبب وغير سبب - حين تطالع مدى اتساع حركة تطعيم الثقافة الغربية بالتراث الهندي التي يحمل لواءها يهود الغرب، لا تجد بدا في أن تدرك بان هناك (حاجة في نفس يعقوب) ولا تترد في أن تفسر هذا الحماس اليهودي على ضوء تشابه الأيديولوجيتين الهندوسية