أولاً - شعور كليهما بالتعاظم والأيمان بأنه نواة حضارة القرون المقبلة. وكل دارس لحاضر الثقافة الهندية كما يبثها أقطابها اليوم يمل من تكرار الفضائل (الرسالة الروحية) الخالدة التي يؤمن الهنود المعاصرون بوجوب فرضها على عالم المستقبل، (وادعاءات شعب الله المختار) في إسرائيل وفي خارج إسرائيل هو صنع لادعاءات ألسنة الثقافة الهندوسية المعاصرة.
وثانياً - أوجه التشابه بين الأيديولوجيتين الهندوسية والصهيونية هو اعتقادهما بأن الإسلام وأهله من عرب وعجم حجر عثرة في وجه هذه (الرسالة) الإنسانية الكبرى (صهيونية كانت أم هندوسية) ولعلنا عائدون إلى دراسة أوجه التشابه بين هاتين الأيدلوجيتين في بحث منفرد. ونكتفي بان نذكر الآن أن حقائق هذا التحالف الهندوسي اليهودي، هي مواقفهما المتشابهة من مشاكل مصر مع بريطانيا، وأزمة البترول الإيراني، وسلبية الهند إزاء مأساة اللاجئين الفلسطينيين، ومشكلة القدس، وعشرات القرارات والتوصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تتعلق بالشرق العربي التي عالجتها الأمم المتحدة والتي تجانست آراء وفد الهند وإسرائيل في هيئة الأمة بصددها تجانسا عجيبا.
ولنعد بعد هذه التوطئة إلى صلب هذا المقال وهي سلبية الدول العربية وألسنة الرأي العام العربي إزاء عدوان الهند على كشمير.
والباحث لتفاصيل القضية الكشميرية يستطيع أن يثبت عدوان الهند متجردا من العاطفة الدينية تجردا تاما.
فتاريخ أزمة كشمير واضح لا يدخل فيه التعقد؛ ولاية عدد سكانها ٥ ملايين نسمة ٩٠ % منهم مسلمون يحكمهم مهراجا هندوسي وهو من بقايا عهد الانتداب البريطاني. وكان من المسلم به أ، تكون كشمير جزءاً من هذه القطاعات الهندية التي كانت (العصبية الإسلامي) تطالب بجعلها دولة إسلامية. وقد تركت اتفاقية تقسيم القارة الهندية مستقبل كشمير رهينا بمشيئة أهله، ولكن الهند تواطأت مع حاكم كشمير الهندوسي ورتبت معه الانضمام إلى الحكومة الهندية غير عابئة بمشيئة السكان المسلمين وغير مراعية لحكمه ومبدأ تقسيم الهند الذي سلم به الطرفان (الهندوس والمسلمون) بعد انتهاء الانتداب البريطاني. لو كان في