في تاريخ الطبري: ذُكر عن عُمارة بن عقيل أنه قال: قال لي عبد الله بن السمط. علمت أن المأمون لا يبصر الشعر؟ قلت: ومن ذا يكون أعلم به منه؟ فوالله إنك لترانا ننشده أول البيت فيسبقنا إلى آخره. قال: إني أنشدته بيتاً فلم أره تحرك له. قلت: وما الذي أنشدته؟ قالَ: أنشدته:
أضحى أمام الهدى المأمون مشتغلاً ... بالدين، والناس بالدنيا مشاغيل
فقلت له: إنك والله ما صنعت شيئاً، وهل زدت على أن جعلته عجوزاً في محرابها، في يدها سبُحتها؟ فمن القائم بأمر الدنيا إذا تشاغل عنها وهو المطوق بها. هلا قلت فيه كما قال عمك جرير في عبد العزيز بن الوليد:
فلا هو في الدنيا مضيع نصيبه ... ولا عرض الدنيا عن الدين شاغله
فقال: الآن علمت أني قد أخطأت.
٦٤٢ - شهود طبقات
في (محاضرات الأدباء): قال سهل بن دارم: كان في البصَرة شيوخ يشهدون بالزور، وشرطُ بعضهم درهم، وآخرون يشهدون وشرطهم أربعة، وآخرون شرطهم عشرون درهما. فسألت عن ذلك فقالوا: أصحابُ الدراهم يشهدون ولا يحلفون، وأصحاب الأربعة يشهدون ويحلفون، وأما أصحاب العشرين فيشهدون ويحلفون ويباهتون.
٦٤٣ - خذها فاشتر بها زيتا
كان ابن الدقاق الأندلسي الشاعر المشهور يسهر في الليل، ويشتغل بالأدب، وكان أبوه فقيراً جداً، فلامه وقال له: نحن فقراء ولا طاقة لنا بالزيت الذي تسهر عليه. فاتفق أن برع في الأدب والعلم ونظم الشعر فقال في أبي بكر عبد العزيز صاحب بلنسية قصيدة منها:
ناشدتُكَ الله نسيمَ الصَّبا ... أنَّي استقرت بعدنا زينبُ؟
لم تسرِ إلاّ بشذا عَرفها ... أولاً، فماذا النَّفَسُ الطيب