للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

بواسل من لحن القول:

١ - حمل إلينا بريد الرسالة الأدبي في العدد (٨٤٥) كلاماً للأستاذ الفاضل السيد أحمد صقر فيه سب وسخط على المعقبين اللغويين، ورد ما كتبناه في العدد (٨٤٣) نخطئ فيه استعمالهم بواسل صفة لجمع مذكر عاقل، وتواً بمعنى الساعة أو حالاً، وذكر أن بواسل مسموعة عن العرب الخلّص منذ الجاهلية الأولى، وأورد شاهدين لذلك، الأول؛ قول باعث بن صريم اليشكري من شعراء الحماسة يذكر يوم الحاجر:

وكتيبةُ سفع الوجوه (بواسل) ... كالأسد حين تذب عن أشبالها

والثاني قوله:

فلا توعدونا بالحروب فإننا ... لدى الحرب أسد خادرات (بواسل)

وذلك فيه وهم كبير، إذ المعروف عند النحويين أن فواعل جمع لفاعلة - غير شواذ معدودة - فبواسل جمع لباسلة في هذين الشاهدين، ففي الأول يصف الشاعر كتيبة وفي الثاني يصف أسداً خادرات، فماذا بقى إذا في شاهدي الأستاذ؟ ونحن قد قلنا إن بواسل خطأ حينما تكون وصفاً لجمع مذكر عاقل.

التو بمعنى الساعة خطأ:

٢ - وأما تصويبه قولهم ذهب توا، وإيراده نصين من الفائق والقاموس، فقد عجبت له لأني قد خصلت ما أورده في كلمتي القصيرة (التو بمعنى الفرد، فذهب تواً أي فرداً أو لم يله شيء والصواب توه) هذا هو ما في المعاجم بمعناه لا بلفظه، فإن المعاجم كلها ذكرت مكان لم يلوه، لم يعرجه، وفي المعاجم كلها أن التو بهاء الساعة - وقد أورد الأستاذ ذلك وغفل عنه - وكنا قد قصرنا الخطأ على التو بمعنى الساعة، ومما يزيد هذا الخطأ إيضاحاً قولهم أيضاً ذهب في التو واللحظة فيجعلون التو مرادفاً للساعة وذلك خطأ أجمعت عليه كتب اللغة.

(المنصورة)

عبد الجليل السيد حسن

<<  <  ج:
ص:  >  >>