طالعت كتاب (صور من العشق) للأستاذ كمال منصور قصة (خطيئة داود) فطالعت فرية على نبي من الأنبياء وهو داود عليه السلام فقد أختلف العلماء والمفسرون في قصته التي ترتب عليها ما ترتب فقيل إنه عليه السلام رأى امرأة رجل يقال له أوريا من مؤمني قومه - وفي بعض الآثار أنه وزيره - فمال قلبه إليها فسأله أن يطلقها فاستحى أن يرده ففعل وتزوجها وهي أم سليمان وكان ذلك جائزاً في شريعته مألوفاً فيما بين أمته إذ كان يسأل أحدهم الآخر أن ينزل له عن امرأته فيتزوجها وقد كان الرجل من الأنصار في صدر الإسلام إذا كانت زوجتان نزل عن إحداهما لمن أتخذه أخاً له من المهاجرين لكنه عليه السلام لعظم منزلته وعلو شأنه نبه بالتمثيل على إنه لم يكن ينبغي له أن يتعاطى ما يتعاطاه آحاد أمته ويسأل رجلاً ليس له إلا امرأة واحد أن ينزل عنها فيتزوجها مع كثرة نسائه، بل كان يجب عليه أن يغالب ميله الطبيعي ويقهر نفسه ويصبر على ما أمتحن به.
هذا ما ذكر عن قصته في أضعف وجوهها وهي القصة التي أخذها الأستاذ كمال منصور في كتابه. غير أنه جعل النبي داود يزني وتحمل هذه المرأة من سفاح ويقتل زوجها و. . و. . مما لا يليق ببشر عادي؛ الأنبياء عليهم السلام معصومون من الخطايا لا يمكن وقوعهم في شيء منها ضرره إنا لو جوزنا عليهم شيئاً من ذلك بطلت الشرائع ولم يوثق بشيء مما يذكرون.
عزة حماد منصور
دم الكبش وداء الكلب:
قرأت لأديب - فأنني أسمه - كلمة يقول فيها (. . وكان المرضى في الجاهلية الأولى يتداوون بدم (الكبش) في شفائهم من داء (الكلب). . . الخ)!
قلت: الأديب - وعله من طلاب الطب البيطري - اختلط عليه الطريق، وفهم ما قرأ على لفظه الوارد دون المقصود منه.
و (الكبش) في لغة العرب بمعنى (السيد أو الرئيس) وفلان (كبش القوم) أي (سيدهم ورئيسهم) المطاع. . . وسيد القوم خادمهم. قال عمرو بن معد يكرب: