للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

للأستاذ عباس خضر

معالي الدكتور طه حسين باشا:

أبدأ بتهنئتكم بالإنعام السامي الذي شمل به جلالة الملك الأدب والفضل والهمة في شخصكم الكريم، إذ منحكم رتبة الباشوية، فقدر بذلك أعمالكم الجليلة ونشاطكم الدائب في خدمة هذا الوطن المحبوب، وتوج به ما نلتموه من محبة أهل هذه البلاد وتقدير البلاد الأجنبية لشخصكم المتفرد، لما تملئون به الدنيا وتشغلون الناس من سعى مثمر في خير الإنسانية ونشر العلم والثقافة.

وقد اعتدت - يا معالي الباشا - أن أقصر في السعي مع الساعين إليكم في المناسبات المختلفة، مؤثراً أن ألقاكم وأتحدث إليكم في هذا الركن الهادئ من (الرسالة) على أن أزحم ساحتكم مع الزاحمين، أبتغي بذلك لنفسي تجنب الزحام وما يلابسه من أذى والبعد عمن يستأذنون عليكم وما يبدونه من جفوة لأمثالي غير ذوي النفوذ والسلطان! وأبتغي أيضاً لكم الراحة من واحد، وإن كان واحداً من آلاف. أقول هذا لاعتذار من تقصيري، ثم أخلص إلى ما أحببت أن أحدثكم به في هذا الكتاب الذي أوجهه إليكم على صفحات الرسالة كي أشرك قراءها في الموضوع، وأزعم أني أتكلم باسمهم فيه، فهم إما أدباء يهمهم الأمر أو محبون للأدباء لما يطالعون من إنتاجهم فيودون لهم الجزاء الحسن على ما يسكبون من أرواحهم على الصفحات

نذكر يا معالي الباشا، وأنتم تذكرون، بلاءكم الحسن في المحنة التي وقعت فيها أسرة الأديب الكبير المرحوم الأستاذ المازني، فقد كتبتم وعاودتم الكتابة، مطالبين - قبل أن تلوا الوزارة - بتقرير معاش الأسرة الكريمة يكفل لها حياة كريمة، وتوجهتم إلى الأدباء أن يتضامنوا (ويجمعوا أمرهم على أن ينغصوا على رئيس الوزارة ووزير المعارف أمرهما كله وأن يؤرقوا ليلها ويجعلوا يومهما عسيرا، حتى يفرغا من هذه القصة، ويفرغا منها على النحو الذي نريده لا على غيره من الأنحاء) وشددتم في ذلك وألححتم فيه حتى قلتم: إن لم تهتم الحكومة بهذا الأمر فإني أتوجه به إلى جلالة الملك. ثم توليتم وزارة المعارف بعد قليل وحققتم ما ناديتم به، إذ تقدمتم إلى مجلس الوزارة، فقرر لولدي المازني وزوجته

<<  <  ج:
ص:  >  >>