للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[على هامش الأبحاث النفسية والفلسفية]

أساليبنا في البحث وعلام تعتمد؟

للدكتور محمد البهي

كتبت مرة في مجلة أزهرية كلمة حول تطور فكرة (الشر) في القصص الميثلوجية والأبحاث الفلسفية، وكيف دخل كثير مما قيل فيها من آراء في شرح ما جاء في الديانات السماوية السامية من التعبير (بالشيطان) على لسان المفسرين العقليين

فكتب (باحث) آخر يلاحظ أن كلمتي اشتملت على (غموض وإبهام)، وأني قد (أطلت من غير داع)، وأن (كل اعتمادي على الفكر الخيالية) ولم تكن (لمقدمتي الطويلة كبير فائدة تذكر للمسلمين وغيرهم). وليتني (إذ تعرضت للفلسفة أتيت منها بما يستند إلى البرهان العقلي أو التجربة والمشاهدة كما هو أساس الفلسفة الحديثة التي انتهت إلى إثبات الأرواح المجردة علوية وسفلية. ولكني لم أفعل، بل أتيت بما هو منقوض بنفس الفلسفة الحديثة التي انتهى إليها تفكير الفلاسفة العصريين في أبحاثهم)

وهكذا كان (بحثه) مملوءاً بمثل هذه الأحكام والملاحظات. وقد ختمه بأن وعدني (بالمناقشة باعتبار أني مسلم)

مثل هذا الكاتب ليس بالقليل، وطريقته في البحث غير مجهولة. وهو فقط مثل جزئي لظاهرة تطبع تفكير الكثير من (باحثينا) وكتابنا

لهذا لا أقصد من كلمتي هذه سوى شرح تلك الظاهرة وتعليلها من ناحية البحث التاريخي الفلسفي، وإرجاعها لحالة معينة من الحالات العقلية التطورية للجماعة من وجهة البحث البسيكولوجي

كثيراً ما نقرأ (للباحثين) أمثال هذه العبارات: ما أقوله (أنا) حق، أو هو الحق الصراح، أو واضح وضوح الشمس في رائعة النهار. وما تقوله أنت (للخصم) باطل، أو غامض مبهم، أو لا يستند إلى الواقع ولا إلى العقل والمنطق؛ والحس ينكره والتجارب لا تؤيده. . . . . . الخ

هل وضع مثل هذا الكاتب مقياساً علمياً مجرداً عن التأثر الشخصي لمعرفة الحق والباطل؟ هل أتخذ فاصلاً من الأساليب اللغوية لتبين النص والصراحة والوضوح من اللبس

<<  <  ج:
ص:  >  >>