تألق نجم مؤلف هذه القصة في العام المنصرم إذ تفوق بقصته (أخلاق) على جميع القصصيين الأمريكيين وأحرز من أجلها (جائزة أمريكا الأدبية لعام ١٩٣٤)
بدأت المسألة بمعطف مطر. . .
وإذ خرج (قيصر سمث) في مساء يوم من أيام السبت المعهودة من جمعية رماية القرص التي يترأسها وسار على قدميه برغم المطر المدرار شاقا طريقه إلى منزله، رأى في تسياره الآنسة (شيلا) منزوية في مدخل لأحد المنازل غير حاملة مظلة ولا متدثرة بمعطف، وكانت تعمل جهدها للمحافظة على ثوبها الجديد من الماء الذي يتدفق منحدرا من سطح المنزل. . .
وإلى اليوم لم يدرك قيصر، وهو الرجل الخجول، كيف تسنى له أن يبدأ بحديث مع سيدة غربية عنه، ولكن لعل فوزه في رماية القرص عصر ذلك اليوم أحيا فيه النشوة. والخلاصة أنه خلع معطفه وقدمه إلى تلك الآنسة، وارتبك في القول
- (أنت هنا عرضة للتبلل بالماء. . . ارتدى هذا المعطف) ودهشت الآنسة من قوله ونظرت إليه في عجب وقالت:
- (ولكن كيف لي أن أقبل منك ذلك؟. . . وأنت؟) ولحظ قيصر أن لها عيونا ناعسة ساحرة، ولم يكن تبينها من قبل وقال لها:
- (لم يبق لي أن أسير طويلا، فنهاية سيري عند منعطف الشارع)
وكان ذلك منه اختلاقا، وترددت الآنسة بادئ ذي بدء، وكان من الواضح أن حرصها على ثوبها الجديد جعلها تتقبل في النهاية تلك التضحية. وأجابت
- (حقا إن ذلك لعطف منك عظيم. لقد انهالت الأمطار فجأة ويلوح لي أنها لن تحتبس قريبا. إنني مدينة لك بالشكر)