للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة الشعر]

التمثال الحي

للأستاذ إبراهيم العريض

سكنتْ في الطابقِ المُظ ... لمِ من دارٍ سويَّه

غادةٌ لا تملكُ القُو ... تَ. . . وبالحُسنِ غنيه

هيَ في الأسمالِ لكنَّ ... لها رُوحًا ذكية

سلبتْها كلَّ شيءٍ ... ثَورةٌ إلا التقيه

تَتلوّى كلّما أب ... صرَتِ الدارَ خليه

أينَ عنها أبَواها ... في ظلامِ الأبدية

وأخُوها جَدّلتهُ ... في الوغى كفُّ شقيه

فثوى والعَلَمُ الخا ... فِقُ يَلوى بالتحيه

كيفَ لا تَبكِي وهل أب ... قَى لها الدهرُ بقيه

خرجتْ تعثر في الذَّيْ ... لِ إلى جار قريبِ

عاشَ بينَ الناسِ في عُز ... لتِه مِثلَ الغريب

وخطَ الشيبُ عَلى جبْ ... هِته شِبهَ النُدوب

أينَ في الدهرِ فؤادٌ ... لم يُرّوع بالخُطوب

وأتتهُ وهْوَ في مع ... مَلِه جِدٌ دَؤوب

ينحتُ الجِسمَ من الصَخْ ... رِ فَيأتي بالعجيب

ورآها وهي في الأسْ ... مالِ تمشي كالمُريب

ومِن الجُوعِ على الخدّ ... يْنِ آثارُ شُحوب

فاثني يرمِقُ ذاكَ ال ... حُسنَ في صمتٍ رهيب

ودَنا من جسمِها المحْ ... مُومِ لكن بفُتُوَّه

ما لَها لم تضطرِبْ مِن ... هُ ولا خافت دنُوه

إنَّ في عينيهِ. . لا غض ... هُما. . . نورَ النُبوّه

مِن هُواةِ الْحُسنِ للفَنّ ... وإن غاَلى غُلوه

<<  <  ج:
ص:  >  >>