للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[النسيان في نظر التحليل النفسي]

للآنسة فائزة علي كامل

- ٢ -

وقنا مع فرويد في المقال السابق على تفسير جديد للنسيان بناء على دراسته لبعض الأفعال التي تحدث في حياتنا اليومية كنسيان اسم شخص أو موضع شيء. . . الخ، وسنعرض هذه المرة لعملية النسيان في المجال المرضى. فهنا نجد أن فرويد قد نسب إلى هذه العملية أهمية بالغة إذ تبين إنها العلة لبعض الأمراض النفسية كالهستيريا. فما الذي أدى به إلى هذه النتيجة!

فيما قبل فرويد كانت توجد بديهية طبية هي (فكر تفكيرا تشريحيا) فكانت فكرة المرض مرتبطة بفكرة الإصابة. فمعنى أن نفكر تشريحيا هو أن ننظر إلى الإنسان من ناحية بناء جسمه ونتناسى الناحية الوظيفية للأعضاء. فنعتقد بوجود (أشياء) لا (أفعال). ولكن اتضحت مضار الأخذ بهذا الرأي إذ كان له أسوأ النتائج من الناحية العلاجية إذ ساد الأيمان بأن ما هدم أو فقد فلا أمل في برئه. فكان الأطباء يقفون مكتوفي الأيدي أمام مرض (الأفازيا) أي اختلال الوظائف اللغوبية) بناء على ذلك الأساس.

ثم عدل عن هذه البديهية وأخذ ببديهية أخرى هي (فكر تفكيراً فسيولوجيا) أي يجب ان نراعي الأفعال فلا نهمل ما تقوم به الأعضاء من وظائف. ولكن جاء فرويد وأظهر ان التفكير الفسيولوجي لا يكفي أيضاً، ويجب ان نفكر تفكيرا سيكلوجيا، ففي كثير من الحالات التي ترددت عليه وجد أن العلة مشكله سيكلوجيه. هذا بالإضافة إلى أبحاث (بروير التي ساعدته الى حد كبير على الوصول إلى ما وصل إليه خاصاً بالهستيريا.

فقد حدث أن جاءت (لبروير) فيما بين سنة ١٨٨٠ وسنة ١٨٨١ فتاة تدعى تعاني حاله هستيرية. كانت في العشرين من عمرها، على جانب من الذكاء، طيبة القلب، تبالغ في مرحها وتفرط في حزنها. كانت تعيش في عالم من أحلام اليقظة إذ لم تشأ الظروف أن تجعلها تقع في شراك إحدى تجارب حب الشباب. وكانت أعراضها الهستيرية تنحصر في شلل الذراع الأيمن بصفة خاصة. وبعد أربعة شهور من ظهور هذه الأعراض توفى والدها فأصابها (التجوال النومي عقب ذلك

<<  <  ج:
ص:  >  >>