عد (بروير) فترة حضانة المرض من بداية مرض والدها إذ كانت متعلقة به تعلقاً شديداً وتمضي كل وقتها في القيام بتمريضه. فبعد وفاته ازدادت حالتها سوءاً فاشتدت هلوستها التي كانت تدور حول الأفاعي ووصلت الى حد مرعب شنيع. وصارت تراودها فكرة الانتحار من حين لآخر وتصيبها غيبوبات في ميعاد واحد كل يوم. كذلك فقدت معرفتها للغتها الأصلية وهي الألمانية، وأصبحت لا تستطيع إلا تكلم اللغة الإنجليزية وأخيراً تكلمت الفرنسية والإيطالية.
ابتدأ (بروير) في تطبيق طريقته العلاجية مع هذه الفتاة فلاحظ إنها تعود الى حالتها الذهنية العادية عندما يساعدها أثناء التنويم المغناطيسي على تذكر الموقف والأشياء المرتبطة به مع إفساح المجال للانفعالات التي قد يثيرها هذا التذكر. فهذا التنظيف الروحي أدى الى اختفاء كثير من الأعراض، وكانت هي نفسها تسمي هذه الطريقة أو وقد كان ذلك تشجعاً (لبروير) على الاستمرار إذ كانت تصرح له المريضة بأن يدعها تتحدث لأنها تجد في ذلك شفاء.
ومن حديثها استطاع (بروير) الوصول إلى كيفية تكون العرض الخاص بشلل ذراعها. ففي ذات ليله كانت المريضة تجلس إلى جوار سرير والدها المريض واضعه ذراعها اليمنى على ظهر الكرسي. وفي حلم يقظة رأت أفعى سوداء تخرج من الحائط وتسعى للدغ والدها وهنا حاولت أن تبعدها ولكنها لم تستطيع. إذ شعرت بشلل في ذراعها الأيمن الذي كانمنملا) بحكم وضعه. وفي هذه اللحظة حاولت أن تصلي ولكنها وجدت أنها لا تعرف شيئاً من الألمانية ولم تجد في ذهنها إلا دعاء الإنجليزية فرددته.
وحدث أثناء العلاج أن ظهر عرض جديد. فكانت المريضة تأخذ كوب الماء في يدها ولكن ما كاد يلمس شفتيها حتى تدفعه بعيدا كما لو كانت تعاني مرض الهيدروفوبيا الخوف المرضي من الماء) فكانت لا تستطيع الشرب على الرغم من شدة الحر في تلك الأيام، وكانت تلجأ إلى أكل الفواكه مثل البطيخ لتخفيف من شدة عطشها. استمر الحال كذلك لمدة ستة أسابيع وفي ذات تحدثت أثناء نومها المغناطيسي عن مربيتها الإنجليزية التي كانت تكرها. ثم ذكرت حادثه مؤداها أن هذه المربية سمحت لكلب ذات مره أن يشرب من كوب كانت تشرب منه المريضة فتضايقت أشد المضايقة ولكنها اضطرت الى قمع اشمئزازها