إذا ما الفكر ولد حسن لفظ ... وأسلمه الوجود إلى العيان
ووشاه فنمنمه بيان ... فصيح في المقال بلا لسان
ترى حلل البيان منشرات ... تجلى بينها حلل المعاني
قلت:(تجلى بينها صور المعاني) كما روى أبو الفرج. وفي (أغانيه): (فنمنمه مسد فصيح) وأسد القول أصاب السداد، والشعر لإبراهيم بن العباس الصولي.
ج ١٩ ص ٢٠٩: حدث أبو عبيدة ان يونس النحوي سئل عن جرير والفرزدق والأخطل أيهم اشعر؟ فقال: أجمعت العلماء على الأخطل. قال أبو عبيدة: فقلت لرجل إلى جنبه: سله: من هؤلاء العلماء؟ فسأله فقال: هم ميمون الأقرن، وعنبسة الفيل، وابن أبي إسحاق الحضرمي، وأبو عمرو بن العلاء، وعيسى بن عمر الثقفي. هم طرقوا الكلام وماثوه لا كمن تحكون عنهم لا هم بديون ولا هم نحويون.
وجاء في الشرح:(ماثوه موثا) هذا كناية عن بحثهم المتواصل واستقرائهم المتتابع كمن مات الشيء بالشيء إذا خلطه بحيث لا يتميز أحدهما من الآخر.
قلت:(ماشوه ميشا) في الأساس: ومن المجاز: وتقول: هم نقشوا الكلام وماشوه وطرقوه للنحارير في العربية.
في التاج: ماش القطن يميشه ميشا: زبدَه بعد الحلج. وزبُد القطن نفش وجود حتى يصلح لأن يغزل. وفي اللسان: طرق النجاة الصوف يطرقه طرقا ضربه، واسم ذلك العود الذي يضرب به المطرقة.
ليمون الأقرن وعنبسة الفيل وسائر من ذكرهم يونس بن حبيب البصري النحوي أن يقدموا ويؤخروا، ويعلوا وينزلوا (فأما قدماء أهل العلم والرواة فلم يسووا بينهما (بين الفرزدق وجرير) وبين الأخطل؛ لأنه لم يلحق شأوهما في الشعر، ولا له مثل مالهما من فنونه) كما قال أبو الفرج في كتابه، وقد أوردت قضاءه في مقالاتي (خليل مردم بك وكتابه في الشاعر