نواة دولية عربية تابعة لفرنسا قد تنشأ في برزخ السويس وقد تسد ذات يوم طريق الهند. فتفادت إنجلترا من هذا الخطر البعيد باستعانتها نخوة الخديو إسماعيل، الذي كان يشغله ما حاز الأمير عبد القادر من الشهرة المتناهية؛ فطلب الخديو من ده لسبس أن يعدل عن مشروعه. ولقد بحث الإنجليز يومئذ عن سبب يمكنهم من إيجاد طريق حربي يسلكونه إلى الهند رأسا إن أغلقت دونهم قناة السويس، وينافسها في كل وقت؛ فكان مشروعهم هو حفر قناة من حيفا إلى البحر الميت ومنه إلى العقبة.
ودام تنافس الفرنسيين والإنجليز مؤثراً في شؤون مصر، آخذاً في الضعف رويدا حتى انتهى بالاتفاق الودي عام ١٩٠٤.