[حلم ليلة الهجرة]
للأستاذ علي محمود طه
يا شرقُ، مِلءُ خاطرِي سحرٌ وملءُ ناظري
أوَحْيُ ليلكَ القديمِ أم رُؤَى الزواهر؟
يا شرقُ، أيُّ ليلةٍ رائعةِ الدياجر
نجومها خلفَ الغمامِ أعينُ المقادر
ترنو على جوانبِ السماءِ للمهاجر
تَمُدُّ من شعاعها مِثْلَ جَناح طائر
رُعْيا المحبِّ للحبيب حُفَّ بالمخاطر
تقول ههنا السُّرَى ومن هنا فحاذر
يا شرقُ، أيُّ ليلةٍ بَعَثْتَها من غابر
حقيقة تلوح لي أم ذاك حُلُم شاعرِ؟
أرى على صحيفةِ الزمان حدَّ باتر
تكمنُ في فِرِنْدِةِ جريمةٌ لغادر
ومن بريقهِ تُطلُّ أَلْفُ عينِ فاجر
مُلَقىً وراء صخرةٍ كانت ملاذَ عابر
أوَى إليها مُفْرداً غير أخٍ مناصر
والبادياتُ حوله رَوْعٌ وهمسُ حائر
كأنما أنسامهنَّ تمتماتُ ساحر
هو انتقالةُ الحياة، وثبةُ الأداهر
شدا الرعاةُ باسمه في الأعصرِ الغوابر
وأودعوه فَرْحَة جوانَح السرائر
وأبدعَتْهُ نَغَماً صوادحُ المزاهر
زفَّوا به إلى الحياة أجمل البشائر
لحنٌ وفيه قسوةُ العواصفِ الثوائر