إلى سيدي العلامة الأستاذ الكبير حسن حسني عبد الوهاب الصمادحي - أدام الله مجده، ونفع المشرقين بعلمه وفضله
(نقل الأديب) للنشاشيبي ما هو إلا من ذلك الميراث القديم العظيم، وقد ورث الأستاذ كما ورثت، وعرف من قدْر ما ترك الأكرمون الأولون مثل الذي عرفت، بل أكثر مما عرفت. وما أنا بالمستأثر بكنوز القوم وما أنا بالمستبد، وما أنا بالوارث الأوحد
وإن هذا المال الموروث لدَثْر كثير، ولكل في التدبير والتثمير والإنفاق منه طريق. وعند الأستاذ التالدُ، وعنده - والحمد لله - الطريف؛ فهو السريّ المثري، وكم في سوق الأدب من صُعلوك وكم من صَعْفوق
وليست تسميتُه ولدَه - وكتابُ المرء ولدهُ المخلد - باسم ولدي (وقد زيد الحبيب) إلا تواضعاً؛ والعلماء الكبار يتواضعون. وعزوهُ الفضلَ إليّ بإظهاره تلك الطرائف التونسية هو أدبُ نفس، سليلُ ملك المَريّة به مشهور. فمرحباً مرحباً بـ (نقل الحبيب إلى الأديب) وحَيَّهَلْ، حيّ هلا بمتضاعف الحسن في العلم والفضل والاسم، ومد الله في عمره
محمد إسعاف النشاشيبي
٣١١ - فإن شهرك في الواوات قد وقعا
محمد بن علي بن منصور بن بسام:
قد قرّب الله منا كل ما شسعا ... كأنني بهلال الفطر قد طلعا
فخذ للهوك في شوال أهبته ... فإن شهرك في الواوات قد وقعا
٣١٢ - الجمة السكينية
في (أغاني أبي الفرج): كانت سُكَينة أحسن الناس شعراً وكانت تصفف جُمّتها تصفيفاً لم ير أحسن منه حتى عرف ذلك وكانت تلك الجمة تسمى (السكينية)، وكان عمر بن عبد العزيز إذا وجد رجلا يصفف جمته السكينية جلده وحلقه