للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[منها. . .]

لشاعرة غربية

(جمعتهما المصادفة فأحسا بذلك الانعطاف الروحي الذي يزيل

الحواجز ويمحو الفروق. هي شاعرة غربية نبيلة، وهو شاعر

شرقي أصيل، وأحسا بالهوة العميقة العريضة التي تفصل

بينهما فتحدث إليها عن ذلك الحب اليائس وألمه الممض، وأن

القدر لا يريد لهما هذه السعادة، وظنت هي أن كل شيء قد

تغير سريعاً، فكتبت إليه هذه القصيدة التي ترجمها هو فيما

يلي):

وحيدةٌ! ويْحي! بلا راحةٍ ... ما بين موجٍ طاغياتٍ قُواهْ

تجري بيَ الفُلْك كأُرجوحةٍ ... حَيْرَى بأقيانوس هِذي الحياه

أبحث عنه وسُدًى ما أرى ... أين حبيبي؟ أين سارت خُطاه؟

لم يَهْدِني نجمٌ إليه ولم ... يبسمْ لِيَ الحظ فأَلقى سَناه

وليس لي من موجةٍ بَرَّةٍ ... تحملني في إثْرِه كيْ أراه

من شاطئ الراحة لم يَدْنُ بي ... إليه أُفْقٍ لا يُرَى منتهاه!

هناك في الشاطئ وا فرحتاه ... أعزُّ إنسانٍ صفا لي هواه

منتظراً لي شاخصاً باسماً ... تُشِيرُ بالآمال لي راحتاه

لكنَّما هيهات كيف السُّرَى ... وأين من عصف الرياح النجاه؟

قد صار حتماً أن يُرَى زورقي ... محطَّماً قد مال بي جانباه

وهل فضاءُ البحر أو غَوْره ... مهما تناءى وارتمت لجتاه

يكفي مداه أن تُوارَى به ... جميعُ آلامي؟ أيكفي مداه؟

نَمَتْ زهرةٌ في غضون الخري ... ف كحُلْمٍ من الماءِ والخضرة

<<  <  ج:
ص:  >  >>