للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة الشباب]

رسالة الشباب في الحاضر

مهداة إلى الشباب المصري المتوثب

للأستاذ خليل هنداوي

يسرنا جداً أن تعلن (الرسالة) في جملة رسالاتها رسالة الشباب، وتقوم بها في جيل عرف قيمة الشباب وعظمة مقامه في حياة أصبحت دعائمها ترتكز عليه، وهو الجيل الذي قضى على ثرثرة الشيوخ وترددهم، وأثبت لهم أن الأمة في استطاعة شبابها أن يمشوا بها إلى المورد العذب، والغاية المثلى؛ وفي تنظيم فئات الشباب في كل أمة واعتماد الدولة على هذه الفئات المنظمة آية بل آيات لمن كفر بمعجزة الشباب. وقد كانت رسالة الشباب - قبل إنجاز المعاهدات سواء في مصر وسورية والعراق - رسالة تيقظ وتدمير، وخلق للفوضى؛ لأن الفوضى وحدها - في عصر الجمود - تحرك الذرات الواقفة، وتخلق الوعي والشعور في الأنفس الهامدة.

ويظهر أن رسالة الشباب بدأت - في هذه الأصقاع واحدة، ويظهر أنها سائرة إلى هدفها على طريق واحد. . . بدأت برسالة التهديم، والتهديم وسيلة لا غاية، وذريعة إلى بناء جديد، ولا يقوم هذا البناء إلا على كواهل من خربوا وهدموا القديم وحاربوا الذل والقيد! وإن مما يستوقف المفكر أن يفكر في رسالة البناء؛ والبناء صفة أدق من التهديم، لأنها تحتاج إلى دقة ونظام واستقامة في العمل. والهندسة قبل البناء، توفر كثيراً من العناء! فما هي رسالة البناء؟ وما هي حدود هذه الرسالة التي يجب أن يقوم بها الشباب؟

أصبحت لا أخاف على شبابنا بعد أن عرفوا التطرف؛ وكيف يبلغ القمة من لم يتطرف! وأصبحت لا أخشى خوراً ينفذ إلى نفوسهم، أو سكوناً يطغى على حركتهم، بل إنني أصبحت أخشى أن تصرفهم لذة التهديم عن لذة البناء، لأن لذة الشباب وهواه في الطفرة والتطرف. . . ولكن لا أريد أن يقوم هذا البناء إلا على سواعد الشباب مهما شابته الأهواء ومهما داخله فساد. . . لأنني أريد أن يلم الشباب بالبناء وأن يلموا بأمر عظيم ما تلقى عليهم تبعاته، وبهذا نعيد لشبابنا حاسة العمل التي عطلتها التقاليد وأثرة الشيوخ. ويقيني أن

<<  <  ج:
ص:  >  >>