قرأت المقال الذي نشره الأستاذ الحوماني بأحد أعداد الرسالة تحت عنوان (هؤلاء كلاب) فرأيت أن أعرض عليك ما سبق أن قاله أحد أدباء القرن السادس الهجري في زملائه لتكون على بينة من أخباره، ولن أفتري على الرجل فأنطقه بما لم يقل، ولكني تقيدت بما روى المؤرخون عنه، وهاأنذا أضع بين يديك المراجع التاريخية، فأنت رجل مراجع وفهارس وتقبل فائق احترامي.
م. ر. البيومي
(ياقوت الحموي يتوجه إلى مسجد الخضر في آمد، ويقابل شيخ أدبائها علي بن الحسن بن عنتر بن ثابت الشهير بشميم الحلى ويدور بينهما الحديث التالي)
ياقوت: السلام عليكم يا سيدي الجليل.
شميم: عليك السلام ورحمة الله، من أنت؟
ياقوت: أنا ياقوت الحموي جئت إلى آمد اليوم، فوجدت حديثك على كل لسان، وسمعت المدح ينثر عليك بدون حساب، فرأيت أن أحظى بمقابلتك، وأنهل من معينك الفياض.
شميم: كأنك لم تسمع بي إلا حين جئت إلينا اليوم، مع أن مؤلفاتي العديدة قد تناقلها الناس في الآفاق، وذاع حديثها في أنحاء حلب وبغداد وخراسان. .!
ياقوت: لا يا مولاي فقد سمعت الكثير عن أدبك وإنتاجك، ولكني حين نزلت آمد، ولمست إعجاب الناس بك، تذكرت ما أعرفه عنك، وهرعت إلى لقائك، راغباً في الاستفادة والتوجيه!
شميم: إنني كما تعرف، متنوع الثقافة، متشعب المعارف، ففي أي فن تريد أن يجري الحديث؟
ياقوت: لقد شغفت بالأدب ورواية الشعر والتاريخ وإنني لأرجو أن أنقع لديك القليل.