للأستاذ الفريق طه باشا الهاشمي رئيس أركان حرب الجيش العراقي
أخذت الجرائد والمجلات في الآونة الأخيرة تبحث في معركة عدوى التي انتصر فيها الأحباش على الطليان وكثيراً ما يذكرها الطاغية موسوليني، ويحث الشبان الفاشيست على محو وصمة العار التي لحقت بالجيش الطلياني، ويعلن للملأ انه عازم على الانتقام من الأحباش.
وقعت هذه المعركة في ١ مارس ١٨٩٦ في أطراف عدوى بين الجيش الطلياني البالغ عدده زهاء عشرين الفاً، والجيش الحبشي البالغ مقداره زهاء ثمانين ألفاً، وبرغم حيازة الجيشالطلياني على الأسلحة الجيدة، وتنظيمه على احدث الأساليب، انتصر الأحباش عليه انتصاراً مبيناً، وأوقعوا به خسارة فادحة بلغت ٢٤٨ ضابطاً، و١٥٤٠٠ جندي، بين قتيل وجريح وأسير، ونالوا بذلك صك استقلالهم الذي امتنعت إيطاليا عن الاعتراف به.
لم يكن الجيش الحبشي جيشاً منظماً على الوجه المطلوب، بل كان مؤلفاً من أناس مسلحين بأسلحة متنوعة كالبندقية والحربة والسيف والترس والقوس وغير ذلك، وكان يقودهم رؤساؤهم على الطريقة البدوية وكانت مدافعه قديمة يبلغ عددها الأربعين؛ وكان لدى الجيش الطلياني أربعة وستون مدفعاً حديثاً
وقبل البحث في هذه المعركة رأينا من المفيد أن نذكر باختصار جغرافية الحبشة وتاريخها وعلاقاتها بالدول المستعمرة
جغرافية الحبشة
تقع الحبشة في الشمال الشرقي من أفريقية ويحيط بها من الشرق مستعمرة إريترية الطليانية، والمستعمرات الصومالية الفرنسية، والبريطانية والطليانية؛ ومن الشمال مستعمرة إريترية والسودان المصري؛ ومن الغرب والجنوب المستعمرات البريطانية في وسط أفريقية.
ولا منفذ للحبشة إلى البحر الأحمر، وقد سدت دول الاستعمار طريق البحر في وجهها، فجعلتها خاضعة لها في تجارتها واقتصادياتها. وتبلغ مساحتها السطحية زهاء ١. ١٢٠. ٤٠٠ كيلو متراً مربعاً؛ وتقدر نفوسها باثني عشر مليوناً؛ وهذه النفوس لا تنتمي إلى قومية