لا يقال إلا البساتين الغن، وإلا الدروع الحصد، وإلا الكريات البيض، وإلا الدروع الخضر. وأما قول القائل: البساتين الغناء، والدروع الحصداء، والكريات البيضاء، فخطأ ثم خطأ ثم خطأ. اللهم إلا إذا قدمت على هذه النعوت كلمات منسوبة مفردة مؤنثة، فيصح حينئذ مثل هذا القول: بساتين عبقرية غناء، ودروع فارسية خضراء، وكريات بيضيه بيضاء؛ وهذا القدر كاف لهذا الموضوع اليابس الناشف، ولا نعود إليه بعد، بل نحول أنظار السائلين إليه، وهو الهادي إلى الصواب!
٥ - إلى الأستاذ الأفغاني
كنا نود - يا سيدي الكريم الجليل - أن تكلمني بالعربية، لأني عربي وأجدادي من بني مراد، لا بالأفغانية لسان أجدادك أهل الحسب والنسب. . . نعم، إني كنت قد اجتلبت كتباً أفغانية من باريس، لأدرس هذه اللغة البديعة لكن الزمان لم يساعدني على المطالعة، فبقيت الكتب في الخزانة من غير أن أنتفع بها إلى اليوم
قلت لي في نبذتك في (الرسالة) ٨٦٩: ١٠: وقد كتب (أي الأب أنستاس ماري الكرملي) الجملة الأولى بخط عريض وأنا لم أكتب عنوان المقال إلا بالقلم الدقيق كما يمكنك أن تطلب الأصل من صاحب (الرسالة) ليطلعك عليه. أما الذي رسمه بالقلم الريان، وحضرتك تسميه الخط العريض، فمن منضد (الرسالة)، تزييناً للطبع ولسطور الصفحة، فلو جعلها كلها بقلم واحد، لملت النفس، ونبا البصر، وعاف القارئ المطالعة ونبذ الصحيفة من يده. وهذا ما تحققه بنفسك في جميع نبذ (البريد الأدبي). . . إذن، ليس المزكزك بأنيئهن
وقلت لي: بخط عريض مذيل؛ ولم أذيل الخط بشيء، لعلمي أن ذيل الشيء جعل له ذيلاً، وذيل الصحيفة كتب شيئاً في ذيلها زيادة على ما فيها، وهذا لم أفعله، ولا أرى هناك ما يؤيد هذا الكلام