للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كَلْواذى

للأستاذ شكري محمود أحمد

إحدى طساسيج بغداد المشهورة، ومواطن اللهو المذكورة، لها ذكر في الأخبار والآثار، بل ربما كانت من أقدم المواضع الأثرية في العراق.

قال المسعودي في الكلام على الأمم ولغاتها ومواضع مساكنها ما نصه (الأمة الثانية: الكلدانيون، وقد ذكروا في التوراة بقوله عز وجل لإبراهيم (أنا الرب الذي أنجيتك من نار الكلدانيين لأجعل هذه البلاد لك ميراثاً). . . وكانت دار مملكتهم العظمى مدينة كلواذى من أرض العراق، وإليها أضيفوا، وكانوا شعوباً وقبائل منهم الأثوريون والجرامقة والأرمان ونبط العراق وأهل السواد. . . ثم يحدد مملكتهم هذه فيقول: وكانت بلاد الكلدانيين العراق وديار ربيعة وديار مضر والشام وبلاد العرب واليمن وتهامة والحجاز واليمامة والعروض والبحرين والشحر وحضرموت وعمان. . . ثم يقول بعد ذلك: وهذه جزيرة العرب كانت كلها مملكة واحدة يملكها ملك واحد، ولسانها واحد سرياني وعاصمتها واحدة هي كلواذى.

وقد دلت الحفريات التي أجريت في هذا الموضع على أنها من أقدم الأراضي المعمورة في العراق كما سنبين هذا في موضعه.

اسمها ومعناه:

اختلف المحققون في شكل اسمها وعدد حروفه، واختلافهم يدور على الحرف الأول والأخير منها. قال ياقوت في معجمه: كلواذى بالفتح ثم السكون والذال معجمه آخره ألف تكتب ياء مقصورة، وعلى هذا أيضاً صفي الدين بن عبد المؤمن في كتابه مراصد الاطلاع.

وجاء في كتاب محمد بن الحسن الحاتمي الذي سماه (جبهة الأدب) وابتدأ فيه بالرد على المتنبي أن الصواب فيه كِلْواذ بكسر الكاف وإسكان اللام وإسقاط الياء.

أما معناه فقد ذكر ابن الإعرابي: الكلواذ تابوت التوراة وقال الحاتمي: قلت له - يعني المتنبي - أخبرني عن قولك:

طلب الأمارة في الثغور ونشوة ما بين كرخايا إلى كلواذ من أين لك هذه اللغة في كلواذ؟ أحسبك أخذتها عن الملاحين. قال: وما الكلواذ؟ قلت: تابوت التوراة، وبها سميت، قال وما

<<  <  ج:
ص:  >  >>