للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدليل على هذا؟ قلت قول الراجز:

كأن أصوات الغبيط الشادي ... زيرٌ مهاريقٌ على كلواذ

الكلواذ تابوت توراة موسى عليه السلام. وحكى في بعض الروايات أنه مدفون في هذا الموضع، فمن أجله سميت كلواذ.

موقعها:

قال ياقوت: كلواذي طسوج قرب مدينة السلام بغداد، وناحية الجانب الشرقي من بغداد من جانبها، وناحية الجانب الغربي من نهر بوق. ثم قال: وهي الآن خراب أثرها باق، بينها وبين بغداد فرسخ للمنحدر. وعلى هذا أيضاً صفي الدين في مراصد الاطلاع، ولكنه زاد عليه: وهي أسفل من بغداد أحد أبوابها إليه، وهي قرة كثيرة عامرة.

وكان تحتها في القديم قرية عامرة اسمها مصراتا جاء ذكرها في معجم البلدان ومراصد الاطلاع. وكان بين كلواذي وقرى بنَّا فرسخان وكان من أعمالها قرية صغيرة اسمها الفِرْك، جاء ذكرها في شعر أبي نواس في هجاء إسماعيل بن صبيح كاتب الرشيد في قوله:

أحين ودعنا يحيى لرحلته ... وخلف الفرك واستعلى لكواذا

أتته فقحة إسماعيل مقسمة ... عليه أن لا يريم الدهرَ بغداذا

فحرفه رده لأقول فقحته ... أقم على ولا هذا ولا هذا

وإلى جانب كلواذي قرب نهر تامُرّا قرية أخرى اسمها الزعفرانية، ولا تزال هذه القرية عامرة تحمل هذا الاسم.

ومن أعمال كلواذي قرية بارى ذكرها ياقوت وصفي الدين قد بدئ بإعادة بناء هذه القرية حديثاً باسم (بغداد الجديدة) لأن الشركة المشرفة على البناء لم تعرف اسمها القديم. وقد كانت هذه القرية كثيرة البساتين والمتنزهات يقصدا أهل البطالة واللهو والمولعون بشرب الخمر، وقد ذكرها الحسين بن الضحاك الخليع في قوله:

أحب الغي من نخلات باري ... وجوسقها المشيد بالصفيح

ويعجبني تناوح أيكتيها ... إليّ بريح حوذان وشيح

ولن انسى مصارع للسكارى، ... ونادية الحمام على الطلوح

<<  <  ج:
ص:  >  >>