للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

على هامش الأدب الحجازي:

تفضل الأستاذ الفاضل حسن عبد الله القرشي فأثنى على كلماتي المتواضعة التي نشرتها غي مجلة الرسالة الغراء في موضوع (الأدب الحجازي)، فنعتها بعمق البحث وطلاوة العرض، وهو تفضل منه أعتده فخراً ولا ينهض بحقه شكري.

ولعل الأستاذ الكريم قد أدرك مما كتبت أنني معجب بنهضة الشعر الحجازي، فقد ذكرت في غير موضع أن نهضته توشك أن تكون طفرة، وان كثيرا من الشعراء قد استطاعوا أن يجمعوا بين المعنى السامي والأسلوب الرصين، وهي مرتبة لا تتهيأ للأمم في نهضاتها إلا بعد الزمن الطويل والدرس المستمر.

وقد كان في وسعى أن اقتصر على هذا القدر من التقريظ والثناء، لولا حرصي على تصوير حياة الشعر تصويراً يلم نواحيه ويبرز معالمه، ليتمثل لقراءة العربية واضحاً جلياً؛ فأشرت في موجز من القول إلى أن بعض الأشعار ينقصها جمال الأسلوب وحسن الرصف، مع ما فيها من براعة في المعنى وتصرف في الاغراض، واعتقد أن مثل هذا النقد الهين لا يغض من سمو الشعراء، ولا يضع من أقدارهم بعد الذي فصلته من براعتهم وبينته منفضلهم، وحسبهم أن أعلام الشعراء في كل عصر من عصور الأدب لم يسلموا من النقد والتجريح.

على أنني معترف مع هذا بأن الشعر الذي جادت به قرائحهم أبان الحرب الحاضرة لم يصلني منه إلا القليل، وأرجو أن يوفقوا قريبا لطبع أشعارهم في دواوين يستمتع بها إخوانهم العرب في سائر الأقطار، وعندئذ أسجل لهم معجباً فخوراً في كتابي (تاريخ الأدب الحجازي) ما بدا في أشعارهم من كمال وجمال - وأن كان هذا الإعجاب لم يفتني فيما كتبت إلى الآن

وأنا بعد هذا كله موقن - مع الأستاذ القرشي - بوثبة الشعر الحجازي، متفائل له بمستقبل مرموق بعد الذي عرفته من أن شباب الحجاز يمتازون بالذكاء النادر والخيال الخصب والأمل الفسيح.

وإلى أخي الأستاذ حسن عبد الله القرشي جزيل شكري وجميل تقديري.

<<  <  ج:
ص:  >  >>