في العدد الفائت من الرسالة أكثر من ثلاث صفحات عن (قضية شهرزاد) للأستاذ (الدريني خشبة). وقضية (شهرزاد) قد أثيرت منذ صدرت (أحلام شهرزاد) وأثيرت في جو أدبي مقيد بهذا الوصف، ولا تزال قابلة لأن تثار في هذه الحدود. ولكنني أسمح لنفسي أن أقول:(إنني شممت في كلمة الأستاذ (رائحة) أخرى!
ففي حدود الأدب الخالص يملك الأستاذ أن يقول عن (أحلام شهرزاد) على لسان فاتنة (إنني أروع لوحات الفن في عالم الأدب المصري الحديث. . .) أو أن يقول: (صورتي الرائعة التي هي ابتكار جديد لم يسبق أحد صاحبي إليه، ولا استطاع أحد أن ينبت في جنة شهرزاد زهرة أينع منها ولا أعبق من شذاها شذى). . . الخ
فهذا حكم أدبي يجد الأستاذ كثيرين يوافقونه عليه، ويجد كذلك كثيرين يخالفونه فيه؛ بل يجد كثيرين يقولون له: إن أحلام شهرزاد بما فيها صورة فاتنة، لا تقاس إلى لوحات الفن التي رسمها الدكتور طه حسين نفسه في كتاب (الأيام) أو في (دعاء الكروان) أو في (الحب الضائع) أو في (أديب) إلى آخر هذه اللوحات التي عاشت طليقة في سماء الفن الرفيع غير مقيدة بأوضاع اجتماعية أو سياسية حياتها محدودة في نطاق من الزمان!
وسواء خالفه الناس أو وافقوه، فهو حكم أدبي خالص لا عليه فيه من جناح!
أما الذي عليه فيه جناح والذي تمنيت وتمنى الناس ألا يكون في لغة النقد الأدبي في هذا الزمان، فهو مثل قول الأستاذ في رأي من يخالف رأي صاحب أحلام شهرزاد عن المرأة إنه (رقاعات)!
أو مثل قوله فيمن يخالفون رأيه هو في أحلام شهرزاد: إنهم (خراصون مرجفون)!
أو مثل قوله في قراء (شهرزاد): (وإذا صح أن يكون الناس قد صاروا نوكى وقعاديد صح أن تؤلف لهم قصة كقصة شهرزاد تهدف بالمرأة إلى هذا الهدف الوضيع الذي يجعل بيوت الناس مواخير فسق وأسواقاً للبغايا).
ومثل هذا كثير في كلمة الأستاذ، بل هو مادة كلمته وقد اختار أن يجعل من (شهرزاد) رمزاً لبناتنا وأخواتنا وأُمهاتنا. واختار أن يجعل مؤلفها قد انتهك أعراضنا وحرماتنا، فلم