وقد عرفت الآن نظام فريق الرافعي! ففي كل أسبوعين أو ثلاثة، يتقدم (عضو منتدب) فيقول كلاماً؛ ثم يدركه الإعياء، وتفرغ جعبة الكلام عن (سيد قطب) بالذات، فيجلس (ليأخذ نفسه ويبلع ريقه) كما يقولون؛ ويتبعه آخر فيعيد الكلام الأول في صورة جديدة أو في الصورة الأولى نفسها مع لف وتطويل شديد!
هكذا قال الأستاذ (شاكر)، وهكذا قال الأستاذ (الطنطاوي)، وهكذا قال الأستاذ (سعيد العريان)، وهكذا أخيراً قام يقول (الغمراوي)
ولست أدري لم يطيل هؤلاء الناس هكذا في الحديث، ولم يمطون الأساليب مطَّا، وكل ما قالوه حتى اليوم يمكن تلخيصه في صفحة واحدة من هذه الصفحات الكثيرة التي شغلوها من (الرسالة)، ولاسيما (المنتدب) الأخير، وإني لأشفق والله عليهم من هذا الكد الطويل!
ولكن من الإنصاف أن نعترف لهذا الأخير، أنه أتى بما لم يستطعه الأوائل، فقد - والله - أخافنا وأفزعنا، وهو يجعل المسألة (ديناً ولا دين) ويلخص المعركة بين المدرستين القديمة والجديدة، في أنها المعركة بين أهل الجنة وأهل النار!
نعم هكذا مرة واحدة؟ ومن لم يكن قد عرف الخوف فليعرفه الآن. فهاهو ذا رجل يمسك بيده ميزان الحسنات والسيئات: فأما من كان مع الرافعي فقد أزلفت له الجنة، وأما من كان مع العقاد فقد فغرت له جهنم أفواهها. وليكن من شاء كيف شاء، فهو وحده الملوم!
فما قولكم. دام فضلكم!
الدين. الدين. . . هذه صيحة الواهن الضعيف، يحتمي بها كلما جرفه التيار، وهو لا يملك من أدوات السباحة ولا وسائلها شيئاً