ينقسم الحلم إلى شقين: الحلم الظاهر والحلم الكامن. ويحتوي الأول على نسيج الحلم نفسه، ويتضمن الثاني ما يختفي وراء الحلم الظاهر من الأفكار والصور المستقرة في العقل الباطن (اللاوعي). وللاهتداء إلى الشطر الكامن علنا أن نطلب إلى الحالم استبعاد انتباهه من الحلم الظاهر والاهتمام بعناصره كل على حدة والإدلاء بالحوادث التي عرضت له في اليوم السابق للحلم والتي تمت إلى هذه العناصر بصلة. وعلى هذا الأساس تسهل معرفة الأفكار المرتبطة بحوادث الحلم لما تنطوي عليه من ذكريات من اليوم السابق للحلم علاوة على ذكريات مستمدة من الماضي البعيد والقريب.
يبذل الحلم مقاومة تتفاوت قوتها لإخفاء بعض نواحي الحلم ويتمخض هذا عن اضطراب الحلم وفقده بعض همزات الوصل. وليس الحلم الظاهر أو بعبارة أخرى الحلم المحسوس إلا وليد طاقة فكرية ترمي إلى التعبير عن نفسها، ولكنها اصطدمت بمقاومة؛ وهذا يؤدي إلى أن هذه الطاقة قد تعبر عن مضمونها، ولكن قد تقوى المقاومة على منع هذا التعبير أو أن تستبدل اتجاه الطاقة باتجاه آخر لا يدل على كنهها، وفي أكثر الأحيان ينتج من الصراع بين هاتين القوتين (الطاقة والمقاومة) مظهر منسجم بحيث تستطيع القوى الدفينة أن تقول كل ما تريد أن تقوله، ولكن ليس على المنوال الذي تتوخاه ويتمخض هذا عن تشويه تعبيرها بحيث يصبح غير مفهوم. وتسمى القوة المقاومة (الرقيب الحلمي) وما هي إلا القوة الكابتة المستقرة بين الوعي واللاوعي.
إن المنبه غير الواعي هو خالق الحلم الحقيقي لأنه مصدر الطاقة العقلية اللازمة لتكوين الحلم، وهو كأي منبه غريزي يسعى إلى الوسيلة التي تشبع نهمه وتظهر قوته. والواقع أن كل حلم يعبر عن إشباع رغبة غريزية على نمط هلوسي وهمي، لأن التفريج عن نفسه عن طريق الحركة غير ممكن بسبب النوم وعليه أن يرجع القهقرى ليتدفق في مجرى آخر