انتقام الغزاالي - الحبوبي بين الشعر والتدريس - لمحات من
شاعرية الحبوبي - مراجع - شهيد الدفاع - الشاعر المصري
المجهول احمد زناتى
حق الأدب على الأديب
بعد أن فرغت من مقالي عن (الصحافة العراقية) وقدمته لمطبعة الرسالة جاءت الأخبار بانقلاب جديد في العراق وهي أخبار آذتني اشد الإيذاء لأني أتمنى في كل وقت أن يعيش العراق في هدوء واطمئنان ليفرغ لتحقيق ما يسمو إليه من التفوق في ميادين العلم والأدب والاقتصاد
وكان من أثر ذلك الانقلاب وأثر اشتداد الأزمة الدولية أن أسكت عن حديث الأدب إلى أن تنكشف الغمة هنا وهناك فنجد ويجدون مساغاً للكلام عن الأدب والبيان
ولكنى رجعت فنظرت في حق الأدب على الأديب ومن حق الأدب الذي نتشرف بخدمته أن نجعل الهيام بتقييد أو أبده فرضاً من أوجب الفروض فلا نسكت عنه ولو آذنت أشراط القيامة بسقوط السماء على الأرض، والله الحفيظ من مكاره هذه الأيام. . .!
فمن طاب له أن يعجب من اشتغالنا بالأدب في أوقات لا يشغل فيها الناس بغير أخبار الحروب فليعرف أن للأدب ميداناً لا يقل خطرا عن ميدان القتال وقت شاءت المقادير أن نكون جنودا في الميدان الأدبي فمن واجبنا أن نقف صادقين في ذلك الميدان وان نتناسى ما سواه من الميادين وان كان تناسى ما يهدد مصر والشرق من المستحيلات
ولو شئت لقلت إن روح الغزالي ينتقم منى. ففي كتاب الأخلاق عند الغزالي تنديد بالرجل الذي غرق في خلوته وانقطع لأوراده، والدنيا من حوله تضج بغارة الإفرنج على بيت