للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

في ترجمة السخاوي أيضا

نشرت الرسالة في عددها الماضي (العدد ١٤٢) كلمة للأديب محمود عساف أبو الشباب يشير فيها إلى نقطة وردت في بحث كنت نشرته في الرسالة منذ أشهر عن الحافظ شمس الدين السخاوي في العددين ١٠٣ و١٠٤ الصادرين في شهر يونية الماضي

ومن الغريب أن نفس الأديب كان قد نشر نفس الكلمة في الرسالة في العدد ١٠٧ الصادر في ٢٢ يولية الماضي، وهو يعيد نشرها الآن بعد عشرة أشهر مع تحوير يسير فيها

أما الملاحظة التي يلح الأديب في إثباتها وتكرارها فهي أني قد ذكرت في الفصل الذي كتبته عن تراث السخاوي أنه ترك ضمن آثاره أثرين هما (تحفة الأحباب وبغية الطلاب في الخطط والمزارات والبقاع المباركات) و (الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ) وأن في نسبة هذين الأثرين للسخاوي خطأ محققاً يجب تصحيحه، وأنه أي صاحب الملاحظة، قد درس ترجمة السخاوي وقتلها بحثاً فلم يظفر بين مؤلفاته بذكر لهذين الأثرين

وجوابي على هذه الملاحظة هو أن في نسبة الأثر الأول أي (تحفة الأحباب) للسخاوي شك لم يتسع وقتي لتحقيقه واستجلائه، وفي نسبته لسمي السخاوي الآخر أيضاً شك لا أستطيع القطع معه بصحة هذا النسبة وذلك رغم ما ورد في شأنها في بعض الكتب المتأخرة؛ وهذا الشك في نسبة (تحفة الأحباب) للسخاوي معروف في البيئات التي تعنى بدراسته، بيد أن البحث لم ينته في ذلك إلى رأي حاسم

وأما نسبة الأثر الثاني أعني كتاب (الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ) إلى الحافظ السخاوي فليس فيها ذرة من الريب. فالسخاوي يذكره في ترجمته لنفسه بين مصنفاته في التاريخ بعنوان (الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التواريخ) (راجع الضوء اللامع في مخطوط دار الكتب المصور المجلد الرابع القسم الأول ص٧٥ و٧٦) ويذكر السخاوي أيضاً في نهاية كتابه أنه أتمه بمكة سنة ٨٩٧هـ؛ وقد طبع هذا الأثر أخيراً فعلى الأديب أن يراجعه ليتحقق

وأما كون السخاوي لم يذكر أثراً معيناً من آثاره في ترجمته، فيكون دليلا على أنه لم يكتبه، فتدليل خاطئ؛ ذلك لأن السخاوي يقف في ترجمة نفسه في الضوء اللامع حتى سنة ٨٩٧هـ أو أوائل سنة ٨٩٨هـ أي قبل وفاته بنحو خمسة أعوام، (وقد توفي بمكة سنة

<<  <  ج:
ص:  >  >>