للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- (تغنين ما شئتن (إلا أناشيد الجحيم)، تغنين أناشيد الجمال والشمس المشرقة، تغنين أناشيد القمر البازغ والطبيعة المتبرجة، تغنين أناشيد اليمن والإقبال يا ربات! تغنين أناشيد الإسعاد تمزجنها بموسيقى السماء، وإني أباركها جميعا، وقد أتغنى بها معكن!)

- (إذن رضينا بما أشرت يا مينرفا!)

- (وإذن، فإني أعاهدكن على الحق تارة أخرى، وأن نحكم بالعدل بين ذوي الخطايا والأوزار، فكل من تأكد لنا إجرامه، فلكن أن تفتكن به، وتؤاخذنه بما كسبت يداه)

- (ولك إذن ألا نضار أحدا، وألا نمس حقلا ولا غيضة ولا بستاناً بأذى. . . فليكثر الخير! ولتمتلئ الأرض المخضرة قطعاناً؟ ولتمطر السماء منا وسلوى)

- (سجلوا أيها الأثينيون! أيها المحلفون سجلوا! سجلوا يا سادة أثينا، واعلموا أن الشر إذا نزل بأهله فحسب، فهو خير للجميع! واعلموا كذلك أن من الخير ما ينبت من شر محض، وأن لكم أن تأمنوا ربات العذاب مادمتم مخلصين مطهرين. . .

- (لتكن أرضهم منضورة بأفواف الزهر، ولتبعد عنهم رزايا الزمان؛ وليأمنوا غدرات الأيام، وليرفرف عليهم فيءٌ من اليمن، ولتباركهم السماء دائماً!)

- (إذن تمت نعماؤنا يا ربات، فليتم إلى الأبد السلام!)

وتأمر مينرفا فيقام حفل ضخم ينشد فيه الجميع نشيد السلام، ويضمخ المعبد ببخور المسك والعنبر والند؛ ثم ينادي المنادي فيصمت الجميع لحظة، وإذا هرمز الكريم يبدو من عليائه؛ ويهبط قليلا قليلا. . .

ويتقدم إلى ربات الذعر فيقودهن إلى مملكة السفل. . . إلى عالم الظلمات. . . . إلى أعماق الأرض، حيث مقرهن، وحيث مستودعهن!. . . . .

وهكذا تكتفي أثينا شرهن بفضل مينرفا الحازمة. . . وهكذا يقرر القصاص ولو من الآباء. . وهكذا يسود العدل ويعم الإحسان

درني خشبة

<<  <  ج:
ص:  >  >>